أسباب كثيرة جعلت المواطن العربي يبتئس ويخر حزينا على ركبتيه كلما سمع عن قمة عربية قادمة أو قمة قدمت ورحلت أو قمة تخاصم فيها الإخوة الأعداء حتى علا التصفيق من شرفات البيت البيضاوي المقدس..والعربي لم يعد يهتم..وهكذا شاؤوا وخططوا ونفذوا...لتتحول لقاءاتهم إلى جلسات خمرية وسهرات حمراء ورقصات بوشية مجوسية على أنخاب ضحايانا في زمننا الأسود هذا...وأنخاب مهجرينا وفقرائنا ومعتقلينا وممنوعينا من حق التنفس المريح ولو لثوان معدودات. ماذا تعني لنا ، معشر الهامشيين المهمشين، القمة العربية؟ تعني أكداسا من قذارة الجواميس تصبّ على رؤوسنا! تعني أن نسبح في النجاسة أياماً وليالي..بكبيرنا وصغيرنا! تعني أن تحتفل أجهزة المخابرات العربية بذبح المواطن العربي من الوريد إلى الوريد، وأن تتبادل التهاني ،لا ان تتلقاها فحسب، مع مثيلاتها الأجنبية. وأن تستغل المناسبة لتجنيد المزيد من الرسميين والموظفين الحكوميين ومرافقي السادة الملوك والأمراء والرؤساء والسلاطين العرب خدمة للصهيونية العالمية ولاداتها في المنطقة. تعني أن تدعم عقيلات حكامنا أرصدتهن المالية والتجميلية والتبضيعية وان تجند بدورها خدما جديدا وواشين جددا ، كما يتعرفن على بعضهن ويتبادلن قصص الخيال السياسي!. تعني أن يتم التوقيع على البيان الختامي بدون نقاش!. تعني أن تلتقي الوفود على موائد اللئام لتلتهم مالذ وطاب..ومعروف عن الحاكم العربي انه شره وأكول!. تعني أن تذرف الدموع على فلسطين الضائعة وعلى المقاومة المحاصرة..أكثرها غزارة تلك التي تنبع من عيون من أضاعوا ومن حاصروا!. تعني أن يتم التأكيد على حرية العراق يوم 2003/4/9وتخلصه المبارك من حزب البعث المحتل الذي غزاه منذ سنين وعمل فيه تخريبا وتحطيما..وان يفرش السجاد الأحمر للدب الطالباني ولرأس الحمار المالكي باعتبارهما محررين!!!. تعني أن يسجل الحكام العرب احترازهم على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي واستعدادهم باعتماد السنة الفارسية كسنة إدارية في دوائرهم الرسمية تعبيرا عن حسن النوايا للفرس. وان يشجعوا حكومة مجاري المياه القذرة على تسوية مطالبهم في حقول نفطية حدودية ومحافظات حدودية وجيش حدودي وكل شيء كان عراقيا قبل سقوط البطل صدام!. تعني أن تتم مبايعة الحكام الحاليين بان يكونوا حكامنا القادمين ومن بعد القادمين إلى أبد الآبدين. طالما أنهم مجندون في الحرب البوشية على الإرهاب وفي الصفوف الأولى، حتى بمجرد إرسال الهدايا لقادتها الفعليين واستلهام طريقتهم في القصف الديمقراطي!!!. تعني القمة العربية أيها الطماعون المغفلون : أن يتجدد بيعنا إلى من يدفع، وإذا لم يرغب أحد في شرائنا ، سنكون هبة بسيطة لمن يستحقها، ولن يستحقها إلا الحامل عروش حكامنا على كتفيه، ويحرسها بالليل والنهار...فاينكم أيها الضاربون على الطبل..(الإعلام العربي الرسمي)؟؟..ماعادت أسماعنا تستقبل صدى ضربكم وأنغام مزاميركم..وأنكم جزء من المهزلة ومن الدراما التي يعيشها واقعنا العربي.." بعض الناس خطايا فادحة..وبعض الناس قصاص.."!!!!!للمتفائلين والذين يريدون أن يشاهدوا الكأس نصف ملآنة أقول : الأمر لايحتمل المراوغة والدجل، إما أن نكون ، وإما أن لانكون، فالعراق يرزح تحت احتلالات بغيضة وحاقدة على الأمة كلها، وفلسطين تلعب بها الصبيان ، حسني مبارك ودايتون وعباس ..المقاومة تعمل في ظروف قاسية وصعبة إلى حد لاتتصورونه..الديمقراطية كرهناها، ولاحاجة لنا بها...بعد أن رأينا إنجازاتها في الفلوجة وفي المحكمة الجنائية العليا وفي أفغانستان واليمن وفي مصر وفي كل مكان..وعليه : القذافي أمام منعطف تاريخي خطير، على مستوى انجازاته وسمعته النضالية أيضا، فنحن نعتمد عليه بعد الله سبحانه وتعالى ، في الأمور الآتية : أن تتجاوز القمة العربية في ليبيا تقليد البيان الختامي الجاهز وان اقتضى الأمر أن تظل منعقدة لأيام أو لأسابيع. أن تكون المقاومة العربية في فلسطين والعراق ممثلة بوفود رسمية، فليست الحكومات أكثر منها شرفا وعطاء للأمة ولا وعيا بالمسؤولية التاريخية وبالتحديات التي تعترضها وتفرض عليها.على القذافي أن يبطل منطق العداء غير المبرر لحركة حماس أو لحزب البعث..فهما حركتان مقاومتان مع كثير من الحركات الأخرى في الساحتين الفلسطينية والعراقية. أن تطرح القمة في جدول أعمالها موضوع اغتيال قادة شعب العراق وآخرهم الشهيد البطل علي حسن المجيد، وأن تقرر عقوبات على القتلة وإن اقتضى الأمر المقاطعة الشاملة التي يخسرون منها وأمريكا الكثير الكثير من الغنم. وأن تناقش مسالة دعم المقاومة العراقية على نحو خاص وفتح مكاتب لها في العواصم العربية.لان للأمر علاقة باستراتيجية مقاومة المشروع الإمبراطوري الفارسي...لايعقل أن يطرح الأخ القذافي هذه المسالة في الأممالمتحدة، وتسكت عليها القمة العربية في ليبيا بالذات. لم نطلب غلق قناة السويس وتعويض مصر عن الخسائر المالية المترتبة عن ذلك، لم نطلب تنظيم عملية التطوع للقتال في العراق وفلسطين تدريبا وتجهيزا، لم نطلب إلغاء الاتفاقيات المبرمة مع العدو، لم نطلب إيقاف الدعم اللوجستي للمحتل الأمريكي ولحكومة المجاري في المنطقة الحمراء، لم نطلب انسحاب الحكام العرب من الحرب على الإرهاب، لم نطلب سحب الأموال العربية من المصارف الأمريكية خصوصا والأجنبية عموما ، لم نطلب صياغة إستراتيجية عسكرية عربية واحدة وخلق قاعدة تصنيعية واحدة، لم نطلب حتى تكوين فريق كرة واحد يكون ممثلا لجميع الدول العربية في المنافسات الرياضية العالمية... لم نطلب المواجهة بل طلبنا الاعتدال في علاقة حكامنا بنا وبأعدائنا..لاتنحازوا إلينا كليا ولا تميلوا إليهم مطلقا..امسكوا العصا من الوسط كما يقول المعتدلون التونسيون ! والى ذلك الحين...سأسعى لكسب ود أنصار الكأس نصف الفارغة...بحثا عن آمال نصف كاذبة !!!