قال متحدث باسم جامعة الدول العربية أمس الاثنين إن تونس اقترحت عقد القمة العربية القادمة في 22 و23 من ماي، حيث تأتي القمة في وقت حرج، وجهت فيه الشعوب العربية أصابع الاتهام للحكام العرب بالتسبب في اغتيال زعيم حماس في غزة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، حيث شجع الصمت العربي، بعد اغتيال شيخ المجاهدين أحمد ياسين، زعيم ومؤسس الحركة الكيان الصهيوني على استمرار سياساته الإرهابية باغتيال وتصفية قادة المقاومة الفلسطينية، والتمادي في العدوان على الشعب الفلسطيني. كما تواجه القمة العربية المزمعة تحديات أخرى تتعلق بالضمانات التي منحها الرئيس الأمريكي لرئيس وزراء حكومة الاحتلال، والتي تنسف الحقوق الفلسطينية من أساسها، وتكرس الاحتلال والاستيطان الصهيونيين، كما تسقط الضمانات الأمريكية، التي وصفت بوعد بلفور جديد، حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وليس العدوان الصهيوني والانحياز الأمريكي فقط هي القضايا الملحة التي يتحتم على القمة اتخاذ قرارات حاسمة بشأنها، بل يستوجب تردي الأوضاع في العراق في ظل المجازر الأمريكية ضد العراقيين في بغداد والفلوجة والمدن العراقية الأخرى، وتسليم السلطة المزعوم للعراقيين، وعمليات ومبادرات الإصلاح التي تسعى الولاياتالمتحدة لفرضها على الشعوب والحكومات العربية، وإعادة ترتيب البيت العربي من الداخل، وإصلاح الجامعة العربية، تستوجب أيضاً قرارات حاسمة. وقال حسام زكي المتحدث باسم الجامعة إن الحكومة التونسية بدأت في إرسال دعوات جديدة إلى القادة العرب تتضمن الموعد المقترح، غير أن الأمر سيستغرق بضعة أيام لمعرفة ما إذا كان هناك إجماع على الموعد. وكانت تونس قد أرجأت القمة في أواخر مارس الماضي، قبل نحو 36 ساعة من الجلسة الافتتاحية، قائلة إن بعض الحكومات العربية رفضت اقتراحاتها المتعلقة بإجراء إصلاحات سياسية داخلية في العالم العربي. وشككت وفود كثيرة في التفسير التونسي وقالت إنه إما أن الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي يريد استرضاء واشنطن أو أن لديه دافعا غير معروف. ومن المنتظر أن يهيمن الوضع في العراق والاحتلال الصهيوني على جدول أعمال القمة، ووجهت الدعوة إلى جميع أعضاء الجامعة العربية الاثنين والعشرين. وفي إطار مشاورات عقد القمة، وصل إلى لبنان أمس عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قادما من الكويت للتشاور مع المسؤولين اللبنانيين بشأن محصلة الاتصالات العربية التي يجريها بشأن مصير انعقاد القمة العربية الدورية. ومن المتوقع أن تتناول محادثات موسى المستجدات الناجمة عن الاغتيال المنظم الذي تمارسه إسرائيل لقادة حركة حماس وإعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش دعمه لخطط أرييل شارون رئيس الوزراء الصهيوني وإنكاره حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم. وسيلتقي موسى الرئيس اللبناني، العماد إميل لحود، مساء أمس ثم يجرى محادثات مع جان عبيد وزير الخارجية والمغتربين اللبنانيين على أن يلتقي قبل ظهر غد رفيق الحريري رئيس مجلس الوزراء ونبيه بري رئيس مجلس النواب. وقد أكد موسى أن القمة العربية القادمة ستعقد لأنها قمة سنوية مقررة لمراجعة حال الوضع العربي وما تم خلال العام الماضي. وكالات