في احتفال بهيج ورمزي، كرمت الأسرة التربوية بثانوية النجود العليا الإعدادية الأستاذ القيدوم حمو بنطاهر الذي أحيل على التقاعد بعد درب حافل من التضحية والبذل والعطاء في ميدان التربية والتعليم. وهو التنويه الذي تناوب على ذكره في حق هذا الاطار الوطني الذي قضى أكثر من 35 سنة في أقسام الدرس والتكوين وفي الكلمة التي ألقاها مدير مؤسسة النجود العليا السيد البدوي، نوه فيها بعطاءات الأستاذ حمو بنطاهر. ثم عقبه الأستاذ لخضر الزركي الذي قال " كلمة لا بد منها يجب أن نوجهها للأستاذ القدير حمو بنطاهر، وهي أن لكل بداية بهاية، وتلك سنة الله في خلقه. قال الشاعر وإنا نفرح بالأيام نقطعها ** وكل يمو يمضي بقربنا من الأجل وها نحن اليوح نحتفي بزميل لنا السيد حمو بنطاهر الذي قضى ردحا من الزمن في قطاع التربية والتعليم، ذاق حلوه ومره. " فها أنت اليوم تنهي مسيرتك التربوية وتحال على التقاعد، ومن باب الفضل لأهل الفضل والاعتراف والنصاب لابد من أن ندعو لك بالتوفيق والجزاء الحسن، وكما قال رسول الله صل الله عليه وسلم " : من أسدى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له. وليس هنا معروف يستحق المكافأة أعظم من معروف التعليم، وتربية الأجيال، وحفظ فطرتها التي فطرها الله عليها، هذا المعروف الذي شرف الله به رجال التعليم ونسائه ... فكان لا بد من العناية برجال ونساء التربية والتعليم ... فهذا الخليفة المأمون يحضر معلما لتربية وتعليم ولديه، وذات مرة أراد المعلم أن يخرج فتسابق الأميران على حذائه ، وتنازعا وفي الأخير تم الاتفاق على أن يحمل كل واحد فرد ة ، فعلم المأمون وتأثر لذلك أيما تأثير وقال ": من أعز الناس ؟ أعز الناس من إذا نهض تسابق على تقديم نعله وليا العهد ". ...فقد عرفت الرجل منذ أن وطئت قدماي إعدادية النجود، يتعامل مع الجميع بالفضل والحلم. ملتزم بمواعيده، لا يلاقيني إلا بشوشا مستبشرا. إنه مضرب المثل للمدرس الحق. فقد ولى ذلك العهد، وذهبت معه الذكريات. اليوم زمن الصعاب والتقلبات والهموم. حياة المدرس بدايتها التعيينات ليجد نفسه في الجبال وبين الوديان، لا إنارة ولا ماء ... يعيش مضحيا بين براعم يافعات تنتظر حظها من التربية والعلم والتعليم والتكوين، وهنا تتجلى التضحية الحقة والوطنية الصادقة. ليله تصحيح الفروض وإعداد الجزازات، وعطلته شرب القهوة وتصفح الجرائد. لقد أثقلوا كاهله بالتوجيهات وتوقيع المذكرات. أما الترقيات فهي في سلة المهملات. هذا في الأخير تم تقديم هدية رمزية شارك فيها كل الطاقم التربوي لنيابة جرادة.