في مبادرة هادفة قل نظيرها حاليا بمدينة الجديدة, نظمت جمعية الحال الثقافية للموسيقى و المسرح بتعاون مع جمعية الحي البرتغالي بالجديدة و مديرية وزارة الثقافة لجهة دكالة عبدة , أمسية موسيقية زجلية بعنوان '' ليلة الحال '' يوم السبت 25 يناير الجاري. و قد شارك في الأمسية عشرون فنانا من سبعة مدن مغربية , بينهم إتنى عشر زجالا يمثلون مدارس زجلية مختلفة , و مجموعة الغيوان مازغان و ثلاتة مواهب صاعدة في خطوة من الجمعية المنظمة تروم تشجيع الشباب الطموح على العطاء من خلال إتاحة الفرصة أمامهم لتقديم قصائدهم لأول مرة أمام الجمهور و مد جسور التواصل بين المبدعين اليافعين و كبار الفنانين لتأطيرهم و مساعدتهم على صقل مواهبهم. قبل بداية الأمسية , نظمت جمعية الحال حفل استقبال على شرف المشاركين بمقر جمعية الحي البرتغالي, حضره كل من السيد عبدالسلام أمرير مدير المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة دكالة عبدة , و مثقفون كبار كان أبرزهم الكاتب الكبير و صاحب أزيد من أربعين ديوان الأستاذ إسماعيل الزويرق رئيس إتحاد كتاب المغرب فرع مراكش, و الفنان و الممثل حفيظ البناوي عضو مؤسس لمجموعة ألوان سابقا و العضو الحالي بمجموعة لرصاد ونخبة من المثقفين يمثلون مختلف الدروب الفنية و الأدبية و مواطنون عرب و أجانب من جنسيات مختلفة. وقد تخللت حفل الاستقبال كلمة مرتجلة قصيرة لمنظم الأمسية و رئيس جمعية الحال الثقافية , رحب فيها بالضيوف و شرح لهم طريقة برمجة القراءات الزجلية و التي اقترح أن تنظم حسب قرعة مباشرة لإضفاء نوع من التشويق على الأمسية و هو المقترح الذي استحسنه المشاركون , لتتم دعوة الجميع إلى مأدبة شاي أقيمت على شرفهم , ثم يلتحق الجميع بقاعة الشعيبية طلال التي احتضنت ليلة الحال.
السحب الأول أعطى إسم الزجال جواد التغزاوي من قلعة السراغنة الذي افتتح الأمسية بقصيدة رائعة , لتتوالى بعده قراءات زجلية لكل من الزجال عبد الإله المتوكل, عبد الكريم الماحي و الزجالة الشاعرة فاطمة بلعروبي من مدينة الجديدة, الزجال عبد الكريم اليانوس من اليوسفية, الزجال شمس الدين سعيد بلهواري من الدارالبيضاء, الزجال محمد نجيب المنصوري من مراكش, الزجال محمد شحيم من سيدي بنور, زجال مراكش الكبير و أحد شيوخ كلام فن الملحون أحمد الجعيبي من مراكش, الزجال محمد بوخريص من الدارالبيضاء , الزجال محمد أمين نجيب من ازمور و الزجال المصطفى حماص من الجديدة , و قد حرص المنظمون على برمجة مشاركات الزجالين الشباب بين مشاركات المحترفين و أساتذة الزجل حيت شارك كل من عز الدين الزوهاري و عبد السلام من الجديدة و بوجمعة الجرجاني من الرباط. بينما تخللت فقرات الأمسية وصلات موسيقية لمجموعة الغيوان مازغان شنفت من خلالها الجمهور الحاضر و أطربت الضيوف بأغاني من الريبرتوار الغيواني الخالد.
و تبقى الإشارة أن النقطة السوداء التي ميزت الأمسية دون أن تؤثر على مسارها و نسقها الجميل , تصرفات لا أخلاقية أثارت استنكار الزجالين المشاركين و الجمهور الحاضر ,صادرة عن المسمى عبد الكريم الماحي من الجديدة و الذي حاول إفساد و نسف الأمسية بشتى الوسائل, و ذلك بعد أن حل بمقر الحفل في حالة سكر طافح لا يشرف المثقف و الزجال و بدأ بالتفوه بكلمات نابية و استفزازية في حق المنظمين و عدد من الزجالين المشاركين بل واستفز أيضا أحد الزملاء الصحفيين الذي كان بالمكان لتغطية الحدث, و لكن حنكة و حكمة المنظمين جعلت الأمور تسير وفق ما كان مخططا له. و في نفس الإطار تعتزم الجمعية المنظمة بعد قرارها النهائي بمنع الماحي من المشاركة في أي نشاط تنظمه الجمعية مستقبلا, رفع شكاية بالمعني بالأمر للسلطات المحلية و ووزارة الثقافة لإبلاغهما بما جرى لأن مثل هذه التصرفات لا تشجع المبادرات الهادفة و كذا مراسلة رئاسة الإتحاد المغربي للزجل بخصوص الموضوع ذاته إذ تستغرب الجمعية كيف يتوفر شخص لا يشرف المثقف على بطاقة مبدع صادرة عن الإتحاد المغربي للزجل.