الأمير مولاي رشيد يترأس افتتاح الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب    ديرها غا زوينة.. لأول مرة: حقائق كتصدم على التسريبات/ الراضي الليلي حصل فتاوريرت/ ظروف انتحار الوزير باها (فيديو)    توقيع اتفاقية شراكة من أجل إنعاش وتطوير صادرات الصناعة التقليدية    توتر داخل دورة غرفة الفلاحة بالشمال.. وأعضاء ينسحبون ثم يعودون لاستكمال الدورة    حجز 3600 قرصا طبيا مخدرا بتطوان وتوقيف شقيقان وشرطي برتبة مقدم    الأمير مولاي رشيد يترأس بالرباط افتتاح الدورة ال 30 للمعرض الدولي للكتاب    طنجة.. إلغاء مفاجئ لحفل مغني الراپ ElGrande Toto بسبب أشغال "الكان"    لقجع: تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى سيحقق نهضة تنموية بالمغرب    تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا محور مباحثات بوريطة وألباريس بمدريد    "إعلان الدوحة" يُتوج مؤتمر "إيكاو" بشأن تسهيل النقل الجوي الدولي    القضاء يدين راشقي سيارات بالبيض    باها: اللاعبون عازمون على كتابة التاريخ بأول لقب إفريقي للمغرب تحت 17 سنة    حكيمي لعب 41 مباراة سجل 6 أهداف وقدم 14 تمريرة حاسمة    ولاية أمن أكادير تفند ادعاءات سوء معاملة ممثل هيئة حقوقية بأولاد تايمة من طرف رجل أمن    صناعة السيارات: افتتاح الدورة الثامنة لملتقى "طنجة المتوسط أوطوموتیف میتینغ"    وزارة الصحة تخلّد اليوم العالمي للهيموفيليا وتطلق حملة تحسيسية وطنية لمكافحة هذا المرض    الأبيض والأسود من تقرير دي ميستورا    الصين تدعو واشنطن للكف عن الضغوط وتؤكد استعدادها للتعاون دون تنازل عن مصالحها    "التراث الثقافي المغربي في سياق الذكاء الاصطناعي ومقاربة الهوية الإفريقية" محور ندوة علمية    تعيين مدراء جدد لمراكز دراسات الدكتوراه في جامعة شعيب الدكالي    هل يسرع تصنيف المغرب ضمن الدول الآمنة ترحيل المهاجرين من أوروبا؟    تراجع جديد في أسعار المحروقات بمحطات الوقود    آيت ملول تحتضن مهرجان سينما الأسرة    بوريطة: علاقات المغرب وإسبانيا إيجابية.. والحكم الذاتي يحظى بإجماع دولي    المندوبية السامية للتخطيط…توقعات بمعدل نمو يصل إلى 3,8 في المائة خلال الفصل الثاني من سنة 2025    العمال الموسميون يرفعون حالات الإصابة ببوحمرون بإسبانيا    إسبانيا: "الحكم الذاتي" يظل الحل الأكثر مصداقية وجدية لتسوية النزاع حول الصحراء    وزارة الداخلية تتخذ قرارا مفاجئا في حق "قائد تمارة"    فرقة الأخلاق العامة بطنجة توقف أزيد من 20 شابة للاشتباه بقيامهنّ ب "الدعارة والفساد"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    أكثر من 20 قتيلا ضمنهم أطفال في قصف همجي إسرائيلي على مخيم نازحين    رسميا.. فيرجيل فان دايك يجدد عقده مع ليفربول    الاتحادات الكروية ترفض مقترح أمريكا الجنوبية المتعلق بتنظيم كأس العالم 2030 بمشاركة 64 منتخبا    بلقشور يعلن عن رفع المنع في حق حسنية أكادير ويؤكد أن العصبة ستقوم بتسوية الملفات المتبقية    "كان" الشباب... الاتحاد الإفريقي يعلن عن برنامج مباريات المنتخب المغربي    سعد لمجرد لن يشارك في الدورة 20 من موازين    بعد "ميتا" و"إكس".. "تيك توك" ينضم إلى محاربة المعلومات المضللة    محمد السادس للرئيس السوري أحمد الشرع: أنتم تديرون هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلدكم الشقيق    نصائح طبية لمرضى حساسية الحيوانات الأليفة دون الحاجة للتخلي عنها    شي جين بينغ يجري مباحثات مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم    هيئة حقوقية تندد بتوالي حوادث العنف داخل المؤسسات التعليمية    مغربيات يتظاهرن في سلا تضامنا مع المرأة الفلسطينية ورفضا للعدوان على غزة    أمريكا.. إلغاء الامتيازات الصحفية لوكالات الأنباء الكبرى    رئيس برلمان أمريكا الوسطى في زيارة للعيون    بنك المغرب بالجديدة يستقبل في لقاء تربوي    هيومن رايتس ووتش: السلطات التونسية حولت الاحتجاز التعسفي إلى ركيزة أساسية في "سياستها القمعية"    تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 17 سنة إلى نهائي كأس إفريقيا..نادي موناكو يشيد بأداء موهبته إلياس بلمختار    البندقية تنفتح على السينما المغربية    واكي: الرقمنة تدعم تنمية المغرب .. و"جيتيكس إفريقيا" يخدم الشراكات    دوائر أمنية بالجديدة في وضع مقلق... مطلب استعجالي لإعادة الإعتبار لهذا المرفق الحيوي    "تمغرابيت" تزين معرض الكتاب في باريس .. إبداع وذاكرة وشراكة متجددة    تسجيل ثالث حالة إصابة بداء الكلب في مليلية خلال أقل من أسبوعين    كلب مسعور على حدود المغرب .. والسلطات الإسبانية تدق ناقوس الخطر    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    طواسينُ الخير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



''تسونامي الجديدة''.. الفتنة أشد من القتل

تناسل ‬الهلع ‬بشكل ‬كبير ‬بالجديدة ‬كما ‬بباقي ‬شريطها ‬الساحلي ‬الممتد ‬على ‬مسافة ‬150 ‬كيلومترا، ‬عقب ‬قيام ‬خلية ‬بحث ‬تابعة ‬إلى ‬جامعة ‬شعيب ‬الدكالي، ‬بنشر ‬لوحات ‬تتضمن ‬خطة ‬إخلاء ‬السكان ‬في ‬حال ‬وقوع ‬غضبة ‬بحرية ‬منشؤها ‬زلازل ‬عنيفة ‬في ‬أعماق ‬المحيط ‬الأطلسي، ‬وازدادت ‬المخاوف ‬لتزامن ‬ذلك ‬مع ‬أنباء ‬تتحدث ‬عن ‬تراجع ‬في ‬مياه ‬بحيرة ‬الوليدية، ‬وكأن ‬البحر ‬يستعد ‬لتطبيق ‬المقولة ‬الشهيرة ‬لفلاديمير ‬لينين "‬خطوة ‬إلى ‬الوراء ‬من ‬أجل ‬تقدم ‬خطوتين ‬إلى ‬الأمام".‬
إعداد: ‬عبدالله ‬غيتومي (‬الجديدة) ‬
في ‬ظل ‬صمت ‬الجامعة ‬الوصية ‬التي ‬ترعى ‬منذ ‬2014 ‬أبحاثا ‬علمية ‬مع ‬فريق ‬خبراء ‬أجانب، ‬تبقى ‬الجديدة ‬وإلى ‬الآن ‬تحت ‬رحمة ‬خوف ‬رهيب ‬عنوانه ‬الكبير "‬الفتنة ‬أشد ‬من ‬القتل".‬
الجديدة ‬مهددة
تدخل ‬الجديدة ‬كما ‬باقي ‬المدن ‬المغربية ‬الواقعة ‬على ‬الشريط ‬الساحلي ‬الممتد ‬من ‬طنجة ‬شمالا ‬إلى ‬آسفي ‬جنوبا، ‬ضمن ‬حزام ‬خطر ‬مداهمتها ‬من "‬تسونامي"‬، ‬ولم ‬يأت ‬ذلك ‬من ‬فراغ ‬ولكن ‬من ‬دراسات ‬علمية ‬اتخذت ‬مخلفات ‬الزلزال ‬العنيف ‬الذي ‬كان ‬ضرب ‬لشبونة ‬عاصمة ‬البرتغال ‬في ‬1755، ‬وصاحبه ‬علو ‬أمواج ‬غمرت ‬مناطق ‬كثيرة ‬وكانت ‬الحصيلة ‬يومها ‬100 ‬ألف ‬قتيل، ‬وكانت ‬ترددات ‬هذا ‬الزلزال ‬المدمر ‬وصلت ‬الجديدة.‬
الواقعة ‬استنفرت ‬جهودا ‬علمية ‬من ‬خلال ‬فريق ‬بحث ‬مشترك ‬بين ‬كلية ‬العلوم ‬بجامعة ‬شعيب ‬الدكالي ‬وخبراء ‬من ‬مونبوليي ‬الفرنسية، ‬وكانت ‬تروم ‬بالأساس ‬التعرف ‬على ‬المناطق ‬الواطئة ‬بالجديدة، ‬والتي ‬هي ‬الأولى ‬التي ‬تغمرها ‬مياه ‬البحر ‬في ‬حال ‬أي "‬تسونامي" ‬محتمل ‬الوقوع، ‬وظهر ‬من ‬ذلك ‬إقرار ‬ضمني ‬من ‬فريق ‬البحث ‬أن ‬عاصمة ‬دكالة ‬كما ‬شريطها ‬البحري ‬يظل ‬مهددا ‬وباستمرار ‬بزلازل ‬في ‬الأعماق ‬تنتج ‬أمواجا ‬عاتية ‬تأتي ‬على ‬الأخضر ‬واليابس .‬
وأعد ‬الخبراء ‬بعد ‬فترة ‬شهر ‬قضوها ‬بالجديدة ‬خرائط ‬عن ‬الأحياء ‬المهددة، ‬ووضعوا ‬خطة ‬إخلاء ‬لها ‬من ‬السكان ‬بمجرد ‬الإشارات ‬الأولى ‬القادمة ‬من ‬النظام ‬الإنذاري ‬بباريس، ‬الذي ‬يشعر ‬بخطر ‬مداهمة "‬تسونامي" ‬، ‬إذ ‬لديهم ‬مهلة ‬45 ‬دقيقة، ‬وهي ‬الفترة ‬الزمنية ‬التي ‬تقطعها ‬الأمواج ‬العاتية ‬لتصل ‬إلى ‬أهدافها ‬البرية.‬
‬وكان ‬الخبراء ‬ذاتهم ‬قدموا ‬حصيلة ‬عملهم ‬المتميز، ‬أمام ‬العامل ‬السابق ‬للجديدة، ‬معاذ ‬الجامعي، ‬بمدرج ‬المدرسة ‬الوطنية ‬للتجارة ‬والتسيير ‬وبحضور ‬الوقاية ‬المدنية ‬ومسؤولين ‬أمنيين ‬ومنتخبين ‬، ‬وكان ‬الحضور ‬في ‬ذلك ‬اليوم ‬ينصتون ‬لهم ‬بنوع ‬من ‬الفتور ‬، ‬وكأنهم ‬يتحدثون ‬عن ‬موضوع ‬من ‬علم ‬الخيال، ‬لكن ‬توصياتهم ‬أظهرت ‬في ‬حينها ‬قصورا ‬كبيرا ‬في ‬نظام ‬استعداد ‬المدينة ‬والشريط ‬الساحلي ‬لها، ‬لكارثة ‬بحجم "‬تسونامي"‬، ‬ومازلت ‬أذكر ‬أن ‬أحد ‬الخبراء ‬ضحك ‬طويلا ‬وهو ‬يخاطب ‬العامل "‬إن ‬ثكنة ‬الوقاية ‬المدنية ‬بالجديدة ‬توجد ‬في ‬منطقة ‬واطئة ‬على ‬بعد ‬أمتار ‬من ‬تسونامي، ‬وإذا ‬وقعت ‬الواقعة ‬فمن ‬سينقذكم" ‬وهو ‬بذلك ‬كان ‬يضع ‬على ‬عاتق ‬المسؤول ‬الإقليمي ‬مسؤولية ‬جسيمة ‬تتمثل ‬في ‬ضرورة ‬نقل ‬مقر ‬الوقاية ‬المدنية ‬من ‬شارع ‬القاهرة ‬إلى ‬مكان ‬عال ‬أكثر ‬أمانا، ‬وعلى ‬العكس ‬من ‬ذلك ‬ومنذ ‬2014 ‬وحركة ‬البناء ‬بالثكنة ‬متواصلة ‬بإضافة ‬مرافق ‬جديدة.‬
كما ‬أن ‬الخبراء ‬شددوا ‬على ‬ضرورة ‬إرساء ‬نظام ‬إنقاذ ‬بكل ‬الأحياء ‬الواطئة، ‬التي ‬هي ‬مفتوحة ‬على ‬البحر ‬وضمنها ‬درب ‬البركاوي ‬والصفاء ‬والرجيلة ‬والقلعة ‬وسيدي ‬الضاوي ‬ودرب ‬غلف ‬وسط ‬المدينة، ‬لأنها ‬التي ‬تغمر ‬قبل ‬غيرها ‬بالمياه ‬العاتية ‬في ‬حال ‬تسونامي، ‬ومقابل ‬ذلك ‬وضعوا ‬مناطق ‬آمنة ‬لعلوها ‬على ‬مستوى ‬البحر، ‬وهي ‬البلاطو ‬والسلام ‬وكدية ‬بندريس، ‬وحددوا ‬بدقة ‬عبر ‬قياس ‬المسافات ‬المدة ‬الكافية ‬لنجاة ‬الناس ‬بأرواحهم ‬قبل ‬أن ‬تلتهمهم ‬أمواج ‬يتجاوز ‬علوها ‬6 ‬أمتار، ‬كما ‬أنهم ‬تشددوا ‬في ‬ضرورة ‬أن ‬يعمل ‬مسؤولو ‬المدينة ‬على ‬ربطها ‬بنظام ‬الإنذار ‬بالزلازل ‬والتسونامي ‬الموجود ‬بباريس.‬
الجامعة ‬وضعف ‬التواصل
تساءل ‬الكثير ‬من ‬سكان ‬الجديدة ‬لماذا ‬اختارت ‬جامعة ‬شعيب ‬الدكالي ‬هذا ‬الوقت ‬لنشر ‬لوحات ‬الإخلاء ‬في ‬حال ‬وقوع ‬تسونامي؟، ‬ولماذا ‬لم ‬يسبق ‬ذلك ‬إخبار ‬عموم ‬المواطنين ‬لجعلهم ‬مستعدين ‬نفسيا ‬لتقبل ‬مثل ‬هذه ‬الأنباء، ‬التي ‬استغلت ‬عكسيا، ‬لإشاعة ‬الهلع ‬وما ‬قد ‬يترتب ‬عن ‬ذلك ‬من ‬انعكاسات ‬سلبية؟
وما ‬وقع ‬يكشف ‬بوضوح ‬ضعف ‬نظام ‬التواصل ‬لدى ‬جامعة ‬شعيب ‬الدكالي، ‬وانغلاقها ‬على ‬نفسها ‬بشكل ‬لافت ‬للانتباه، ‬فقد ‬أدى ‬نشر ‬هذه ‬اللوحات ‬وعددها ‬17 ‬لوحة ‬بمجموعة ‬من ‬المناطق ‬المعنية ‬بالخطر ‬وخاصة ‬بشاطىء ‬المدينة، ‬إلى ‬ردود ‬أفعال ‬خائفة ‬من ‬السكان ‬الذين ‬بدؤوا ‬تتوقع ‬مجموعة ‬من ‬سيناريوهات ‬الهروب ‬من ‬الخطر، ‬مع ‬ما ‬لذلك ‬طبعا ‬من ‬انعكاسات ‬عكسية ‬على ‬استقرار ‬مناخ ‬الاستثمار ‬بالجديدة ‬، ‬وضرب ‬لجاذبيتها ‬السياحية ‬في ‬عز ‬فصل ‬الصيف، ‬الذي ‬تعول ‬عليه ‬المدينة ‬لحركية ‬اقتصادية. ‬
خلية ‬التتبع... ‬طمأنة ‬متأخرة
أمام ‬واقع ‬كهذا، ‬ربطنا ‬الاتصال ‬مباشرة ‬بخالد ‬الخالدي، ‬أستاذ ‬باحث ‬بكلية ‬العلوم ‬بالجديدة ‬والمنسق ‬الوطني ‬لبرنامج " ‬كوستويف"‬، ‬الذي ‬ترعاه ‬اللجنة ‬الدولية ‬للمحيطات ‬التابعة ‬لليونسكو، ‬من ‬أجل ‬منح ‬شهادة ‬للمدن ‬التي ‬تنخرط ‬في ‬النظام ‬العالمي ‬للتصدي ‬لتسونامي، ‬وحملنا ‬له ‬مخاوف ‬سكان ‬الجديدة ‬من "‬تسونامي" ‬يوجد ‬على ‬أبواب ‬مدينتهم، ‬فأكد ‬أن ‬نشر ‬لوحات ‬الإخلاء ‬يندرج ‬ضمن ‬مخطط ‬تدبير ‬الكوارث، ‬الذي ‬بدأ ‬داخل ‬كلية ‬العلوم ‬بالجديدة ‬في ‬2014، ‬وعرف ‬دينامية ‬قوية ‬من ‬خلال ‬الأبحاث ‬التي ‬تقوم ‬بها ‬جامعة ‬شعيب ‬الدكالي ‬مع ‬اللجنة ‬الدولية ‬للمحيطات ‬المنضوية ‬تحت ‬لواء "‬اليونسكو"‬، ‬والتي ‬زار ‬وفد ‬منها ‬الجديدة ‬في ‬2023 ‬للتنسيق ‬حول ‬مشروع ‬المدن ‬الساحلية ‬المؤهلة ‬فعلا ‬لتدبير ‬المخاطر ‬من ‬نوع "‬تسونامي"‬، ‬وكان ‬ذلك ‬يندرج ‬في ‬التعرف ‬على ‬الأشواط ‬التي ‬قطعتها ‬الجديدة ‬للحصول ‬على ‬شهادة ‬التدبير ‬سالف ‬الذكر، ‬وبذلك ‬تكون ‬في ‬حال ‬احترامها ‬وتنزيلها ‬لتوصيات "‬اليونسكو" ‬ثاني ‬مدينة ‬إفريقية ‬بعد ‬الإسكندرية ‬التي ‬تحصل ‬على "‬شهادة ‬الأمان" ‬من ‬مخاطر "‬تسونامي".‬
وزاد ‬الخالدي ‬بأن ‬من ‬بين ‬توصيات ‬برنامج "‬كوستويف" ‬التي ‬تم ‬تنزيلها، ‬تثبيت ‬نظام ‬إنذار ‬مبكر ‬بالجرف ‬الأصفر ‬سنة ‬2023، ‬وهو ‬جهاز ‬يقيس ‬كل ‬دقيقة ‬سطح ‬مياه ‬البحر ‬وينذر ‬بأي ‬تحول ‬في ‬مستواها ‬من ‬خلال ‬ربطه ‬بجهاز ‬الإنذار ‬الوطني، ‬والذي ‬يستثمر ‬كل ‬المعطيات ‬للإخبار ‬المبكر ‬للسكان ‬في ‬حال ‬تحولات ‬غير ‬طبيعية ‬على ‬مستوى ‬سطح ‬البحر، ‬والتي ‬تعد ‬مؤشرا ‬عادة ‬ما ‬يسبق "‬تسونامي"‬، ‬لمنحهم ‬الفرصة ‬لإخلاء ‬الأماكن ‬المهددة ‬بالخطر ‬نحو ‬المناطق ‬الآمنة، ‬وهي ‬التي ‬تبدأ ‬عادة ‬من ‬مسجد ‬العمالة ‬ما ‬يجعل ‬الجديدة ‬تمتلك ‬90 ‬في ‬المائة ‬من ‬المناطق ‬التي ‬هي ‬بمنأى ‬عن ‬الخطر ‬والتي ‬هي ‬ملاذ ‬السكان ‬في ‬حال ‬وقوع "‬تسونامي".‬
واستطرد ‬الخالدي ‬أنه ‬جرت ‬في ‬وقت ‬سابق ‬تمارين ‬محاكاة ‬بالجرف ‬الأصفر ‬وشاطئ ‬دوفيل ‬بالجديدة، ‬شاركت ‬فيها ‬مجموعة ‬من ‬الأجهزة ‬المعنية ‬بالكوارث، ‬كالداخلية ‬والصحة ‬والتعليم.‬
وبخصوص ‬ما ‬انتشر ‬حول ‬تراجع ‬مياه ‬بحيرة ‬الوليدية، ‬أوضح ‬الأستاذ ‬الباحث ‬أنه ‬لا ‬داعي ‬لتضخيم ‬الأمور، ‬وأن ‬الأمر ‬يتعلق ‬بظاهرة ‬طبيعية ‬تنجم ‬عن ‬التقاء ‬الشمس ‬بالقمر ‬في ‬علاقة ‬بالضغط ‬الجوي، ‬وتشهدها ‬مناطق ‬متعددة ‬من ‬العالم، ‬وسبق ‬للوليدية ‬أن ‬عرفتها ‬في ‬أوقات ‬سابقة، ‬مضيفا ‬أن ‬ما ‬تعرضت ‬له ‬فعلا ‬لوحات ‬الإخلاء ‬من ‬تعييب ‬وإزالة ‬من ‬قبل ‬أغيار، ‬يدفع ‬إلى ‬تدعيم ‬مسلسل ‬التوعية ‬من ‬خلال ‬المدارس ‬الزرقاء، ‬بتعاون ‬مع ‬مؤسسة ‬محمد ‬السادس ‬للبيئة، ‬دون ‬أن ‬يخفي ‬قلقه ‬أن ‬إزالة ‬اللوحات ‬المذكورة ‬يجعل ‬الجديدة ‬في ‬حال ‬زيارة ‬مرتقبة ‬لخبراء ‬اليونسكو ‬تفقد ‬حظوظها ‬في ‬الحصول ‬على ‬شهادة ‬مدينة ‬مؤهلة ‬للتصدي ‬لتسونامي.‬
مخطط ‬‮«‬أورسيك‮»‬... ‬غياب ‬المواكبة
في ‬ظل ‬صخب ‬الحديث ‬عن ‬إمكانية ‬تعرض ‬الجديدة ‬لغضبة ‬بحرية، ‬والذي ‬لا ‬يمكن ‬فصله ‬تماما ‬عما ‬راج ‬أخيرا، ‬من ‬تحذير ‬صادر ‬عن ‬اللجنة ‬الأوقيانوغرافية ‬الحكومية ‬الدولية ‬التابعة ‬لليونسكو ‬من ‬أن ‬تسونامي ‬يبلغ ‬ارتفاعه ‬أكثر ‬من ‬متر ‬سيضرب ‬البحر ‬المتوسط ‬قي ‬السنوات ‬الثلاثين ‬المقبلة، ‬وهو ‬ما ‬تم ‬تحديده ‬من ‬طرف ‬صحف ‬إسبانية ‬بأنه ‬سيهم ‬المنطقة ‬بين ‬ساحل ‬مالقا ‬وشمال ‬إفريقيا، ‬والتي ‬توقعت ‬علو ‬أمواج ‬يفوق ‬ستة ‬أمتار.‬
وفي ‬ظل ‬كل ‬هذا ‬الصخب ‬لم ‬تبدر ‬من ‬مسؤولي ‬الجديدة ‬أي ‬محاولة ‬موازية ‬لتحيين ‬المخطط ‬الإقليمي ‬لتدبير ‬الكوارث "‬مخطط ‬أورسيك"‬، ‬وهو ‬الذي ‬يستبق ‬كل ‬الاحتمالات ‬ويتخذ ‬كل ‬الإجراءات ‬لجعل ‬المدينة ‬وساحلها، ‬خارج ‬عنصر ‬المفاجأة، ‬بضبط ‬عدد ‬رجال ‬الوقاية ‬المدنية ‬وتجهيزاتهم ‬وعدد ‬أطباء ‬القطاعين ‬العام ‬والخاص ‬وهواتفهم ‬وكل ‬المتدخلين ‬في ‬نظام ‬الإنقاذ ‬في ‬حال ‬وقوع ‬الكارثة، ‬فضلا ‬عن ‬ضبط ‬عدد ‬سيارات ‬الإسعاف ‬المتوفرة ‬بالإقليم ‬وعدد ‬الأسرة ‬بالمستشفيات ‬العمومية ‬والمصحات ‬الخاصة ‬والإحاطة ‬بكل ‬المعلومات ‬المفيدة ‬في ‬تدبير ‬كارثة ‬تسونامي، ‬ويبدو ‬أن ‬مخطط ‬الجديدة "‬أورسيك" ‬غير ‬محين ‬تماما ‬ولن ‬يعطي ‬إشارات ‬مطمئنة ‬من ‬شأنها ‬تقليص ‬هامش ‬الهلع ‬الكبير، ‬الذي ‬استبد ‬بالسكان ‬مباشرة ‬عقب ‬نشر ‬لوحات ‬إخلاء ‬المناطق ‬المهددة ‬بتسونامي، ‬ولعل ‬أي ‬خطوة ‬إجرائية ‬تلمح ‬لاستعدادات ‬المدينة ‬لتحويل ‬مقر ‬الوقاية ‬المدنية ‬من ‬مجال ‬تسونامي ‬إلى ‬منطقة ‬عالية ‬وآمنة، ‬وحده ‬الذي ‬يشعرنا ‬فعلا ‬أن ‬الجديدة ‬منخرطة ‬فعلا ‬في ‬تمنيع ‬نفسها ‬من ‬التسونامي.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة