اهتزت عاصمة دكالة، بحر الاسبوع الجاري، على وقع جريمتي قتل في ظرفين زمنيين مختلفين، وقعت فصولهما أثناء فترة الحجر الصحي التي يمنع فيها خروج المواطنين من منازلهم، الا في الظروف الاستثنائية او القاهرة والتي حددها قانون حالة الطوارىء الصحية الذي مازال ساريا المفعول ببلادنا الى غاية 10 يوليوز 2020. هذا وكانت منطقة "بانوراما" بدرب غلف قد اهتزت، منتصف ليلة الثلاثاء/الاربعاء الماضي، على وقع مشاجرة عنيفة بين مجموعة من الشباب والمراهقين كانوا في حالة غير طبيعية، يرجح انها كانت تحت تأثير الكحول أو المواد المخدرة، واستعملت فيها الحجارة وأشياء أخرى وانتهت فصولها بمقتل شاب ينحدر من درب الحاج الشاوي قرب شارع النصر بالجديدة بعد إصابته بحجر طائش جسمه على مستوى "الكلية" أدخلته في حالة غيبوبة بالمستشفى الإقليمي قبل أن توافيه المنية خلال اليوم الموالي. وبعد اقل من 48 ساعة عن هذه الحادثة المروعة، اهتزت عاصمة دكالة على وقع جريمة قتل اخرى، لكن هذه المرة في احد اكثر الأحياء الشعبية "سخونة" بعاصمة دكالة، ويتعلق الأمر بحي القلعة عندما اقدم أحد ذوي السوابق العدلية الذي قضى عقوبة سالبة للحرية، على خلفية جريمة قتل سابقة قبل ازيد من 10 سنوات بالجديدة، (أقدم) على ضرب اربعيني في منتصف ليلة الجمعة الماضية، مما تسبب في سقوطه على الأرض قبل أن يلفظ آخر أنفاسه مباشرة بعد وصوله إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس. هذا وخلفت هاتين الجريمتين استياء عارما لدى ساكنة الجديدة وهو ما بدى جليا من خلال ردود الفعل القوية على صفحات التواصل الاجتماعي نظرا للظروف والحيثيات التي صاحبت الجريمتين بسبب وقوعهما في مناطق سكنية تعتبر بؤرتين كبيرتين لترويج وتعاطي الخمور والمواد المخدرة منذ عدة سنوات بعاصمة دكالة، ولا أدل على ذلك أن نسبة كبيرة من التدخلات التي كانت تقوم بها عناصر الشرطة ضد مروجي المواد المحظورة بمدينة الجديدة كانت تتم بهذه الأحياء التي شهدت هاتين الجريمتين. هذا وتسائل عدد كبير من المواطنين عبر صفحات التواصل الاجتماعي عن مدى نجاعة التدابير الأمنية الاستثنائية التي باشرتها السلطات الأمنية بالجديدة للحد من انتشار ظاهرة الشباب المتعاطي للمواد المخدرة ومروجي هذه المواد، خاصة وان مجموعة من حوادث "العربدة" وتكسير السيارات تزايدت بقوة مباشرة بعد عيد الفطر المبارك خاصة في اوساط الأحياء الشعبية كدرب غلف وزنقة فرنسا وحي القلعة وتبقى أهم هذه الحوادث عندما أقدمت فتاة "مقرقبة" صبيحة يوم 29 ماي الماضي، على تكسير ازيد من 13 سيارة في حي القلعة. وكانت دورية أمنية بالمناسبة قد اوقفت في عملية امنية استباقية، يوم 3 يونيو الجاري، شبكة لترويج المخدرات بمدينة الجديدة، ووجدت بحوزتها 3000 حبة قرقوبي. ورغم أن هذه العملية تعتبر غير مسبوقة من حيث قيمتها الامنية، إلا أن المتتبعين للشأن العام المحلي اعتبروا بقدر ما انها عملية نوعية، فانها "الشجرة التي تخفي الغابة"، فماذا لو وزعت هذه الكمية الكبيرة من حبوب الهلوسة على شباب الجديدة ؟ ومن هم مروجي المخدرات بالتقسيط الذين كانت ستباع لهم هذه الحبوب المخدرة ؟ ومن اين تأتي حبوب الهلوسة التي يتعاطى لها المنحرفون الذين يكسرون السيارات في الشارع العام ؟ الى ذلك فقد استغرب عدد كبير من رواد التواصل الاجتماعي حول التدابير الأمنية الاستثنائية لضبط مخالفي الحجر الصحي ليلا بالجديدة، واعتبر نشطاء التواصل الاجتماعي أنه في الوقت التي تقوم المصالح الأمنية باعتقال العشرات من المواطنين يوميا بتهم تتعلق بخرق الحجر الصحي، كالسباحة في البحر او عدم ارتداء الكمامات او الخروج ليلا في أزقة الاحياء، إلا أن المصالح الأمنية فشلت في المقابل في القدرة على شل حركة المجرمين وتعاطي المخدرات ما تسبب في إزهاق روحين بريئتين لمجموعة من الأسباب، وتبقى النجاعة الأمنية لرئيس الامن الإقليمي عزيز بومهدي محط تسائل حتى اشعار آخر.