قد تصل حصيلة اليوم حوالي 1200 اصابة بفيروس كورونا وهو العدد الذي تم تأكيد اصابته مخبريا اما الحقيقة فيمكن ان تكون جاوزت هذا العدد بأضعاف كثيرة نظرا للعدد الكبير الذي لم تظهر عليه اية مضاعفات وما زال اصحابه يتجولون في الشوارع بدون ان يدروا انهم يوزعون بالمجان هدايا مسمومة قد تكون قاتلة على عشرات الابرياء الذين يتجولون بتهور هنا وهناك بدون وقاية او بدون حاجة للخروج اصلا . الوفيات في نهاية هذا اليوم قد تقترب هي الاخرى من المائة بغض النضر عن الاشخاص الذين قد يكونوا فضلوا الموت ببيوتهم اما لجهل او مخافة الوصم املين ان يتعافوا بالأعشاب وغيرها من مقتنياتهم من محلات العشابة والعطارة وهم بذلك لا يدخلون ضمن الارقام التي تنشرها دوريا مصلحة الاوبئة بوزارة الصحة العمومية . اصبح الشعب الان يتحمل لوحده كامل المسؤولية لتهور جزء منه ، ففي الاخير ستتبرء الدولة من اية مسؤولية اذا انتشر المرض بشكل غير متحكم فيه وعندما ستستنفذ كل الوسائل لاحتواء الفيروس ستحمل المسؤولية للمغاربة الذين تقاعسوا تهورا وجهلا عن تنفيذ التوجيهات ،وسيدفع الشعب لوحده ثمن جهله وجشعه وتخلفه. فعندما يتكاثر الوافدين على المستشفيات نتيجة الاصابات سيتمنى المصابون لو انهم ربطوا بسلاسل بمنازلهم ، كم منا سيسمع صراخ ابنه ويخاف او يمنع من احتضانه او الاقتراب منه ، وكم منا سيودع امه وابيه او عزيز عليه من مسافة بعيدة وكم منا سوف لن يحضر جنازتهم فلربما ستكون الدولة مضطرة للدفن الجماعي عندما تمتلئ المقابر الوضع خطير ايها السادة وامكانيات البلد متواضعة اذا قارناها بإيطاليا واسبانيا التي تكاد الان ان ترفع الراية البيضاء امام هذه الجائحة نحن محتاجون الى الوعي بهذه الخطورة ،فكل المعاناة والملل والضجر لمكوثنا بالمنزل سيكون جنة بالمقارنة مع جهنم تفشي المرض وتعدد المصابين وكثرة الجثث .صراخ اطفالنا وشغبهم بالبيت سيكون بمثابة نعمة ونغمة موسيقى امام صراخهم وهم يفقدون الام والاب سيكون ذنبا وجريمة ارتكبناها بسبب تهورنا .الكثير منا يعتبر نفسه محصن ضد هذا المرض وانه يصيب فقط الاخرين هكذا فكر الايطاليون والاسبان والفرنسيون الذين لم يستفيقوا الابعد ان فارقوا افرادا اعزاء من عائلاتهم . ايها الشباب اذا كنت تضن انك بعدم احترامك للتعليمات والوقاية هو نوع من الرجولة والفحولة ثق انك ستندم كثيرا يوم لا ينفع الندم وستنهار وتتحطم هذه الرجولة المزعومة وأمك او ابوك مرمي على الارض يتأوه لعدم وجود سرير واجهزة تنفس تخفف عنه الام نهش كورونا لصدره لن يعطيك اي طبيب او ممرض الوقت لتوسلاتك لانهم سيكونون هم الاخرين على حلبة المصارعة مشغولين ومرهقين يواجهون عدوا تغول واصبح قاب قوسين من الانتصار بالضربة القاضية ان الخارج من منزله بدون سبب وبدون اتخاذ اي احتياط هو مقدم على الانتحار وحبذا لو انحصر الامر في انتحاره هو بل هو مجرم سينفذ جريمة القتل في حق افراد عائلته عن سابق رصد وترصد عندها اذا لم تعاقبه قوانين الارض سيحاسب عند الله لأنه قتل نفس بدون وجه حق . في الاخير لابد من اعادة النضر في تفاصيل الوقاية والاحتياط بطريقة تبضعنا بالسماح بتواجد اعداد كثيرة من المواطنين بالأسواق والمحلات التجارية ،بفهم خاطء لمدلول واهداف العزل الصحي فكورونة لا تنام نهارا ;وتستيقض ليلا من الساعة السادسة مساء الى الساعة السادسة صباحا.كما ان بعض البرامج والسهرات توحي للمشاهد البسيط ان الاحوال عادية وان الامر لا يدعو للخوف والتهويل هذا بالإضافة للجانب الاخلاقي بسبب الوضع الذي نعيشه .نعم نحتاج للترفيه ونحن في المنزل ولكن هذا الترفيه يجب ان يحترم اللحظة واللحظة تشترط حد ادنى من المسؤولية تجاه المشاهدين فليكن شعارنا الان الاحتياط والاعتكاف بالمنزل حتى يرفع هذا البلاء مع الدعاء والتضامن مع جنود الصف الامامي اصحاب البذل البيضاء والترحم على شهدائهم وشهيداتهم طبعا بدون ان ننسى اصحاب البذل الرمادية والكاكية وكل العمال والاطر الساهرة على التموين والخدمات الاساسية محمد فتحي