يعيش حزب الاستقلال بجهة البيضاءسطات في الفترة الأخيرة وضعا مكهربا ومقلقا للغاية بعدما فشل الحزب العتيد في ضبط التوازنات وخلق نوع من تكافؤ الفرص بين مناضلي الحزب وتغليب كفة جهة على أخرى، الشيء الذي أسفر عن استقالة مدوية للبرلماني السابق والعضو الاستقلالي البارز "رفيق بناصر" وانضمامه بشكل فوري لحزب الحمامة. وقد كان للصراع الخفي الذي عاشه حزب الاستقلال بإقليمالجديدة منذ سنوات بين جناح يقوده البرلماني "امبارك الطرمونية" وجناح يتزعمه رئيس بلدية الجديدة "جمال بنربيعة" رفقة رفيق دربه البرلماني السابق " رفيق بناصر" وعجز قيادة الحزب ومنسق الجهة في تطويق الأزمة وتسليم كل دواليب الحزب لجناح البرلماني "امبارك الطرمونية"، في انشقاق خطير وسط حزب علال الفاسي ستظهر أثاره خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة. ويتابع الاستقلاليون عن كثب تحركات ابن الدار البرلماني السابق "رفيق بناصر" الذي منحه حزب التجمع الوطني للأحرار مسؤولية منسق إقليميبالجديدة والذي لم ينتظر كثيرا لإظهار مؤهلاته وقدراته وعلو كعبه الانتخابي من خلال تركيزه على تأسيس فروع للحزب بمجموعة من الجماعات الترابية ، ورغم أن المنسق الإقليمي لحزب الحمامة تحاشى التعامل مع الأطر الاستقلالية الغاضبة واستقطابهم لتأسيس فروع حزب الحمامة، فإن مسؤولي حزب الاستقلال يدركون القوة الانتخابية للاستقلالي السابق "رفيق بناصر" وعلاقاته المتشعبة بمختلف الجماعات الترابية التابعة لإقليمالجديدة، دون الحديث عن العلاقات القوية والشعبية الكبيرة التي يتمتع بها بالعديد من الأقاليم المشكلة لجهة البيضاءسطات منها إقليم النواصر وإقليمبرشيدوإقليمسطات ... الشيء الذي ينذر بنزيف استقالات سيشهدها حزب الاستقلال بهذه الاقاليم تضامنا مع ابن الشاوية الذي لم تنصفه قيادة الحزب والتحاقات مرتقبة لهذه الوجوه الاستقلالية بحزب التجمع الوطني للأحرار مع اقتراب مواعيد الاستحقاقات الانتخابية، وهي توقعات جعلت قيادة حزب الاستقلال تتوجس من مستقبل الحزب بجهة البيضاءسطات. ليبقى الرابح الأكبر حزب التجمع الوطني للأحرار الذي تمكن من سد الفراغ التنظيمي واستقطاب وجه انتخابي بإمكانه إعادة إشعاع وأمجاد حزب الحمامة الذي تراجع صيته ونفوذه وسط قبائل دكالة منذ رحيل أحد أقطابه البارزين المرحوم "بوشعيب زاهيدي" الذي اكتسح حزب التجمع الوطني للأحرار في عهده العديد من الجماعات وحقق نتائج باهرة.