حين تمر يخفق قلب الشارع الأشيب ويدور الهواء على نفسه دورتين ثم يسقط مغشيا عليها غير إنها بخفة سهم لحظ ورشاقة أغنية تمر... غير عابئة بضجيج العيون لتسحق في مرورها فلول المرارة يفقد الصباح صوابه على الطريق لعاب يسيل أما حارس البناية الغاطس في كثافته فإنه يأخذ نفسا عميقا من رئة الأمس حاملا أوزاره الكاملة يقف على حافة قامته المكسورة تمرمسرعة ... بالمقهى المبحلق ترجف بحيراتها الناضجة وثمار الفتنة المغلفة بالبياض تجتاز المحطة عقارب ساعة الحائط تجتاز الأشياء تمر.. وفي أذنيها نباح ناعم ينتظر عطرها ليعقد ذيله بذيل حلم صغير من أحلامها المفتتة