أيها الشعب التونسي العظيم،السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته آمل أن تصل رسالتي هذه إليك وإلى كل قواك الحية سياسية ونقابية وحقوقية وكل الذين وقفوا صامدين في وجه الاستبداد والفساد غير عابئين لما أصابهم في سبيل الله والوطن من عنف واضطهاد ومحاصرة وتجويع وسجن وتهجير... أبلغ تعازي الحارة إلى أهالي الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الحرية والكرامة والحق في الحياة، وعلى رأسهم الشهيد محمد البوعزيزي الذي افتتح موكب الشهداء الذين ماتوا لتحيا تونس. كما أرفع تهانيئي إليك أيها الشعب التونسي الشقيق وإلى كل الإخوة والرفاق والأصدقاء في الساحة التونسية بمناسبة نجاح ثورة الدم على السيف والضحية على الجلاد وهذا ليس غريبا ولا عزيزا على شعب ما فتئ يردد كل صباح: إذا الشعب يوما أراد الحياة***فلابد أن يستجيب القدر. شكرا لكم يا شعب تونس وطلائعه الديمقراطية من قوى سياسية ونقابية وحقوقية لأنكم حطمتم الوهم والسراب عن شيء اسمه النموذج التونسي الذي كان يتوق لمحاكاته كل الطواغيت والمستبدين والفاشستيين والفاسدين وأعداء الديمقراطية وبيادق الاستعمار ودعاة الفتنة في الوطن العربي. أريد أن أقول للقوى التونسية الحية أن الشعب التونسي قد قطع الرأس الكبيرة للوحش المتعدد الرؤوس الذي يمكن أن يتحول أحدها إلى رأس جديد من رؤوس الفساد والاستبداد تماما كما حصل بعد عهد بورقيبة .. أريد أن أقول لكم :إن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين ووحده التقاء القوى الوطنية والديمقراطية على مشروع ديمقراطي وعدم السماح بتوظيف بعضها ضد بعض يمكن أن يقضي على ما تبقى من رؤوس الفساد والاستبداد. إن أوجب واجبات شكر الشعب التونسي هو تفاعل بعضكم مع بعض في حكومة وحدة وطنية حقيقية وإعادة الحياة إلى العمل السياسي ووضع معالم مشروع مجتمعي، مشروع الأمة التونسية مؤسس على الديمقراطية الحقيقية التي ليس فيها مجال لإقصاء الشعب صاحب السيادة الفعلية. إني كلي ثقة بأن الشعب التونسي، وفي مقدمته أو معه قواه الحية، قادر على رفع تحدي إنجاح الانتقال إلى الديمقراطية، وفقكم الله سبحانه وتعالى وأعانكم على القيام بمهمتكم التاريخية :بناء دولة تونس الديمقراطية التي تتطلع وتشرئب إليها أعناق كل الأمة العربية والإسلامية من جاكرطا إلى الرباط. دعائي لكم بالتوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. إمضاء المصطفى المعتصم أمين عام حزب البديل الحضاري