[email protected] باشمئزاز شديد وامتعاض يكاد يفقدني أعصابي ، أستمع إلى برنامج إذاعي أوتلفزي، لأجد أذني تتصدعان من كثرة الهفوات والأخطاء في بعض التقارير الصحافية التي لا تحترم البتة قواعد اللغة العربية الجميلة ، حيث يتحول فيها المرفوع إلى منصوب , والمكسور إلى مسكن ، وهكذا دواليك .. ناهيك عن الأخطاء اللغوية والتعبيرية التي لا تعد ولا تحصى . فعندما نتحدث مثلا عن آفة البطالة المتفشية في بلادنا بشكل رهيب، نقول : ” فلان عاطل عن العمل”.. هذه جملة غير صحيحة لأن كلمة “عاطل” هي اسم فاعل والشخص المتضرر من الآفة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون سببا في حدوثها. والصواب هو قولنا :” فلان معطل عن العمل” لتتحول كلمة “معطل”إلى اسم مفعول كنتيجة لفعل خارجي تم القيام به عمدا ، وتطبيقه ضد إرادة إنسان يفترض أن الله سبحانه خلقه لأداء عدة وظائف وعلى رأسها العبادة طبعا ، غير أن السرقة المقننة لثروات الشعب وخيراته السطحية والباطنية ، و الاستبداد والظلم والقهر الممارس من طرف الإنسان الآخر، سلب كل الحقوق ليعطل كل الوظائف , ويخلق حالة من الشلل في وسط المستضعفين من أبناء الأمة حاملي الشهادات العليا ، المتسكعين في الشوارع ، القابعين في المقاهي، والمعتصمين أمام قبة البرلمان , وإدارات أخرى لكي يسمع صوتهم , ويتحقق حلمهم الوحيد المشروع طبعا , المتمثل في عيش كريم يضمنه عمل شريف , ويزيح عنهم كابوس الاكتئاب , وشبح الفقر وكل صور الهم . تشير التقارير والدراسات الواردة من مراكز ومعاهد الأبحاث الإستراتيجية العالمية , إلى وجود ملايين من المعطلين في العالم العربي ، أو بصريح العبارة دول معطلة . إنه رقم قياسي مهول لا نظير له في باقي البلدان الأخرى . ولست أدري لماذا لا يشعر عباقرة الخطابات والشعارات , والكلام المعسول من المحيط الفقري إلى الخليج الهدري , بالخزي والعار، أو الخجل على الأقل من ظاهرة البطالة ، المنفذ المؤدي مباشرة إلى كل أنواع وأشكال التعفن الاجتماعي ؟ ؟ وكل عام وشبابنا الحامل للشهادات العليا بألف بخير !!