[email protected] في اللقاءات الإعلامية عموما,غالبا ما يحاول الضيف إبراز الصورة المشرقة له,لكسب محبة الجمهور واحترامه, من خلال الأفكار والآراء الجميلة التي يبدع في تزيينها أمام المستمعين أ والمشاهدين. الفنانون من أكثر الناس حرصا على هذا الجانب,لأن حب الجمهور لهم,هو أكبر ضمانة للاستمرارية والعطاء والشهرة..ولهذا فإن معظمهم عند مقابلة تلفزيونية أوإذاعية,يحاولون وبشتى الوسائل أن يظهروا بلباس الثقاة وكأنهم أناس بلا هفوات أو أخطاء,وأنهم يحملون من الحب والود ما لو وزع على أهل الأرض لكفاهم. وبألفاظ تقطر عسلا وحليبا معا, يتحدثون عن الحياة والتفاهم والإيثار والحب الذي لا يعيشونه إلا في الأدوار السينمائية أو من خلال أغنية تافهة لا ترقى إلى أي مستوى.. ويتغزلون بالشفافية والصدق, ودفئ التعامل مع الناس جميعا,حتى ليخيل إليك أن هذا المتحدث ليس إلا مجموعة من المشاعر الحميمة والطباع الملائكية,وليس مجرد إنسان عادي مثلنا يخطئ ويكره ويتشاجر وغير ذالك . وبعد أيام قصيرة أو طويلة,يفاجئك خبر منشور على صفحات الجرائد والمجلات حول ملاكمة نابية وأحيانا دامية دارت رحاها بين الفنان المحبوب الذي كان بالأمس وديعا أمام العدسة,وبين زوجته المحبوبة أيضا.. ولم يتركوا وصفا من قاموس الشتائم إلا وتراشقوا به حتى داخل المحاكم.. يا للعجب.. !! .. نظرة فابتسامة فكلام فموعد فلقاء..ثم فراق.. وأين الحب ؟.. طار .. وتصاب عندئذ بالدهشة والاستغراب, وتتساءل مع نفسك: هل هذا الرجل أو تلك المرأة هي نفسها التي كنا نراها بالأمس تتحدث بتلك اللهجة الرائعة؟..هل هو متاجرة بالقيم والمبادئ؟ وبتعبير آخر, كيف يفشل هؤلاء ولماذا في الحفاظ على حياة أسرية مستقرة؟ وكيف يستطيعون التوفيق المذهل بين أقوالهم وهذه التناقضات الكثيرة في حياتهم دون أن يغمض لهم جفن أو ينكسر لهم خاطر ؟.. إنها قطرة من بحر نراها نحن الذين خارج دائرة الفن,أما الذين يتوغلون في ذالك العالم العجيب,فسوف يكتشفون أمورا لا يصدقها عقل ولا يبررها منطق ولا يرضى عنها قانون .. ربما كان كلامي هذا قاسيا إلى حد ما, ولكنها الحقيقة التي يتوقف مدى قبولنا لها على درجة تطورنا وتحضرنا ونضجنا الفكري.. وآمل أن يكون أهل الفن من هؤلاء. همسة استقم بنفسك يستقيم بك غيرك كيف يستقيم الظل والعود أعوج