قالت عائشة الخطابي، نجلة محمد بن عبد الكريم الخطابي، في هذا الحوار أجرته معها جريدة المساء اليومية، إن والدها كان سيرحب بفوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات لأنه كان سيعتبر ذلك الانتصار فوزا لفكر دافع عنه كثيرا. وحول تصريحات سابقة لها اشارت فيها انها لا ترى مانعا في دفن رفات والدها في الرباط بدل الريف أكدت عائشة أن دفن والدها في الرباط هو فرضية من جملة فرضيات مطروحة. موضحة انها التقت ببعض الفعاليات وقالت لها إن دفن عبد الكريم الخطابي في الحسيمة بإمكانه أن يمنح إشعاعا كبيرا للمنطقة، خاصة على المستوى السياحي. معبرة عن اعتقادها أن إسباغ صفة الريفي على محمد بن عبد الكريم الخطابي يقزم الرجل، لان مبادئه كانت دائما تنطلق من تحرير كل الشعوب المضطهدة، ولم يكن لديه نزوع عنصري حسب تعبيرها . وقالت الخطابي : " أن قضية إرجاع رفات محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى المغرب لا تتعلق بحفنة من التراب أو بأشياء مادية من هذا القبيل، بل القضية أكبر بكثير، فوالدي رمز عالمي للكفاح ضد المستعمر ويستحق مكانا يليق به ضمن الشخصيات التي صنعت التاريخ بالنظر إلى نضالاته ومواقفه الثابتة بخصوص المستعمر، ولذلك فقد صار لزاما أن يرقد في أرضه، بعد أن ظل مدة طويلة في مصر لأسباب بات يعرفها الجميع. نحن نريد مؤسسة حقيقية بأجدير، مسقط رأس والدي، تقوم بدور جمع كل الوثائق والكتب والأرشيف المشتت الذي كتب حول حرب الريف ودور والدي في مسيرة التحرير التي قادها في ميادين الحرب، ثم مناضلا سياسيا لما كان بالقاهرة. أقول مرة ثانية إن محمد بن عبد الكريم الخطابي لم يكن رجلا ريفيا فحسب، بل هو رجل عالمي. إن ملف إرجاع الرفات إلى المغرب هو في يد جلالة الملك محمد السادس، وهو من يقرر ذلك، لأن الأمر يرتبط بقرار وطني من أعلى مستوى؛ فوالدي يجب أن يعود إلى المغرب بطريقة رسمية نظرا إلى كونه شخصية وطنية كبيرة." وحول علاقة الدولة بالريف قالت " إن الملك محمد السادس، حفظه الله، قد تصالح مع الريفيين بعد عقود من التهميش والعزلة، وما أزال أتذكر كيف أن الملك حلّ بالحسيمة في أول زيارة له لمدينة مغربية، وكانت تلك إشارة واضحة إلى أن الملك يريد إنهاء حالة التوتر بين الريفيين والدولة، ولذلك لا نستغرب أنه فضل الحسيمة على الكثير من المناطق لأنه كان يدرك أن المنطقة طواها النسيان لأكثر من خمسة عقود. وفي تلك المرحلة ذهبت بمعية أخي سعيد لاستقباله هناك، ولا يخفى على أحد أن الملك يزور كثيرا المنطقة، وفي كل زيارة يدشن فيها مشاريع في مصلحة الريف والريفيين. وأرى أن الورش الكبير الآن هو بناء طريق سيار بين فاسوالحسيمة، فمثل هذا الطريق ستكون له آثار اقتصادية إيجابية جدا على المنطقة برمتها. وأرى أنه من الضروري قراءة هذه الزيارات بشكل صحيح لأنها تعبر، بما لا يدع مجالا للشك، عن كوننا إزاء مصالحة حقيقية، وعلى الريفيين عدم تفويت هذه الفرصة." وحول عدم نشر مذكرات لوالدها فقالت عائشة "المشكل الجوهري الذي حال دون نشر هذه المذكرات يكمن بالأساس في العائلة، إذ هناك أفراد من عائلتنا ما يزالون على طريق الخطأ في ما يرتبط بهذا الموضوع، حيث عملوا على تشتيت هذه المذكرات، وهي موجودة في مصر، لكن أنا متيقنة بأن هناك نسخا أخرى في أوربا، خاصة عند عائلة الحاج سلام أمزيان. وأفصح، لأول مرة، عن كون المذكرات هي بحوزة قطري، يسمى محمد البدوي يسكن بالدوحة، كان يعمل بجوار أخي سعيد. لكني أخشى أن تصاب المذكرات الموجودة في مصر بالتلف لأننا بدأنا فعلا في طبع نسخ منها، فقد أخبرني أحد أفراد عائلتي بأن نصف هذه المذكرات فقط يتضمن أكثر من ألفي صفحة."