في إطار افتتاح برنامجها السنوي الخاص بالزيارات الميدانية للمواقع الأثرية نظمت جمعية ذاكرة الريف بمعية أساتذة باحثين في تاريخ و تراث الريف( عمر المعلم جمال أمزيان عبد المجيد عزوزي عز الدين الفغلومي سمير الغازي محمد بجبيج نور الدين المعلم إبراهيم مومي .) يومه الأحد 02 يناير 2010 زيارة ميدانية إلى مواقع أثرية في الريف الأوسط طالها النسيان و التهميش ، حيث انطلق الباحثون من مدينة الحسيمة على الساعة الثامنة و النصف صباحا على متن سيارات أجرة إلى بلدة " تفنسة " المحسوبة على قبيلة إبقوين لتبدأ الرحلة مشيا على الأقدام إلى غابة " حريرت " التي تزخر بغطاء غابوي متعدد الأصناف ( الصنوبر الحلبي ، العرعار ، الأوكاليبتوس ...) إضافة إلى غطاء نباتي كثيف و متنوع ( الحلفاء، أزير ، البطم ، الدوم ...)كما أنها أي الغابة تتموقع فوق تل مرتفع و مشرف على مناطق بعيدة كجبل الحمام و للا امريقة و سيدي مالك...واستمرت الرحلة التي اغتنت بنقاش مستفيض حول قضايا الريف و تراثه ليقف الباحثون في دوار آيث حيثم التابع لإزمورن لمعاينة الوضع المهترئ لبئر إملاحن التاريخي رغم استفادته سابقا بترميم من قبل منظمة إسبانية ...و بعد مسيرة حافلة بمناظر طبيعية خلابة و جميلة وصلت المجموعة إلى جماعة آيت قمرة للتعرف على " بير الصيف " و من ثم الانتقال إلى واد " صارو " في تمام الساعة الواحدة و النصف زوالا لمشاهدة السجن العسكري التابع لإدارة الأمير "مولاي موحند" الذي هو عبارة عن نفق تحت الأرض يصل طوله إلى ما يقارب 300 متر مع ممر هوائي يصل طوله تقريبا إلى 400 متر ، و بعدها تم التعرف على بقايا جدران سجن الضباط مرورا ببنايات إسبانية بنيت لغرض عسكري وصولا إلى منزل الأمير بآيت قمرة الذي لم يتبق منه إلا بعض الأحجار و صهريج ماء كان بفناء المنزل بناه الأمير خصيصا لتخزين الماء الذي يخضع لعملية التصفية بطريقة دقيقة ، و قد تأسفت مجموعة البحث المنضوية تحت لواء جمعية ذاكرة الريف على الوضع السيء الذي توجد فيه هذه المآثر التاريخية الشاهدة على مرحلة هامة من تاريخ المغرب.و تنتهي هذه الزيارة التي نالت استحسان الجميع بولوج مقهى محلية بآيت قمرة لشرب الشاي و مناقشة أطوار الرحلة لإي تمام الساعة الرابعة بعد الزوال .