يعيش اوشن علي ببلجيكا رفقة أسرته الصغيرة منذ سنين، فرغم إصابته بإعاقة شلت جسمه عن الحركة فقد ظل وفيا ومنتظما في زيارته للمغرب لرؤية أهله وأصدقائه، فمع مطلع كل موسم صيف يلح علي في السفر إلى المغرب فحبه لبلده كسر كل القيود العضوية والمرضية التي يشكو منها، إلا أن رحلته هذه السنة لم تكن كغيرها من السنوات، وذلك بعد أن أساءت شركة الخطوط الملكية معاملته أثناء رحلة سفره إلى المغرب وذلك بعد أن قامت بحشره وسط الركاب العاديين بوسط الطائرة أمام استغراب جميع الركاب الذين اعتبروا ذلك السلوك منافيا لأبسط الحقوق الممنوحة لذوي الحاجات الخاصة. فبعد أن قرر ( أ – ع ) ركوب الطائرة باتجاه المغرب يوم السبت 17 يوليوز 2010، من مطار بروكسيل باتجاه المغرب في الرحلة عدد AT 0627 التي انطلقت على الساعة 12 وخمسين دقيقة كان رفقة طاقم طبي يتلقى علاجات وكذلك ترييضا لجسمه الذي أثقله المرض لحد الشلل وذلك قصد تهييئه للسفر على متن الطائرة إلى المغرب، فبعد أن جاء اليوم الذي سوف يسافر فيه قام المسؤولون الطبيون عن سلامته باصطحابه إلى الطائرة وذلك قبل أن يفاجئوا بعدم توفر الطائرة المغربية على مقاعد لذوي الحاجات الخاصة، وهو ما دفع مرافقيه إلى استفسار المكلفين بالطائرة عن الكرسي الذي يمكن أن يجلس عليه المريض المعاق الذي ينوي الرحلة على متن طائرتهم، وذلك قبل أن يجيبوهم بأنه ليست هناك أماكن على متن الطائرة لذوي الحاجات الخاصة، وحتى الأماكن الأمامية بالطائرة قاموا بتخصيصها لمعارف وأقارب العاملين بالخطوط الملكية المغربية الذي قام طاقمها العامل على متن الرحلة المذكورة بإجلاس المريض المعاق وسط الركاب العاديين. أثناء دخول المريض المعاق إلى الطائرة لم يتم احترامه، وسط استغراب مرافقيه الطبيين البلجكيين الذين اندهشوا من محاولة العاملين بالطائرة بإجلاسه مع الركاب العاديين بمقعد يوجد وسط الطائرة يحمل رقم B 6، وذلك بالرغم من حالة الشلل الجسمي الذي يشكو منه المريض، ودون مراعاة لحالة الإعاقة التي تفرض على الشركة معاملته بقدر من الشفقة والإنسانية بدل حشره وسط الركاب بمقعد لا يتوفر على أدنى مواصفات ذوي الحاجات الخاصة، وهو ما دفع طبيبه إلى نصحه بتغيير الرحلة على متن طائرة أخرى إلا أن المريض أصر على متابعة رحلته والتقدم بشكايته للمسؤولين أمام اندهاش البلجيكيين الذين لم يستسيغوا الطريقة التي يعامل بها المعاقون على متن الطائرات المغربية. أمام هذا الوضع اللاإنساني رق أحد البلجيكيين الذي كان على متن نفس الرحلة لحال ( أوشن علي ) وقام بمنحه مكانه على متن الطائرة، أمام تساؤلات الركاب عن الطريقة التي يعامل بها ذوي الحاجات الخاصة بالمغرب كما بطائراته. محنة المهاجر المعاق لم تقف مع انتهاء الرحلة ووصول الطائرة إلى تراب المغرب، حيث بدأت معاناة أخرى، وعمد الركاب إلى حمل المريض على أكتافهم لإنزاله من على متن الطائرة أمام استغراب الجميع من الطريقة التي تعامل بها الخطوط الملكية المغربية رعاياها القاطنين بالخارج.