شهدت عدة مدن في مقاطعة جنوبهولندا موجة عنف غير مسبوقة خلال شهر أكتوبر الماضي، على خلفية ما وصفه الادعاء العام الهولندي ب"نزاع إجرامي" ناتج عن سرقة شحنة ضخمة من الكوكايين. الحصيلة الأمنية حتى الآن تشير إلى اعتقال 30 شخصًا، معظمهم متورطون في تنفيذ أعمال العنف التي طالت أبرياء. وتعود جذور هذه الأحداث إلى عملية تهريب 1400 كيلوغرام من الكوكايين إلى بلجيكا خلال شهر غشت الماضي، حيث استحوذت عليها مجموعة أخرى ونقلتها إلى هولندا، قبل أن يتم توزيعها داخل مستودع في منطقة "أود غاستل" بمقاطعة شمال برابانت. وبدأت أعمال العنف بعد ذلك بفترة وجيزة، مستهدفة منازل وشركات في مدن لاهاي ورايسفايك ودلفت، حيث سجلت تفجيرات وحرائق متعمدة وتهديدات مسلحة. وتشير التحقيقات إلى أن الضحايا لم يكونوا متورطين مباشرة في عملية السرقة، بل كانوا مستهدفين بسبب صِلات عائلية أو اجتماعية بأشخاص يُشتبه في تورطهم. وفي 10 أكتوبر، سُجلت عملية سرقة ثانية لكمية من الكوكايين كانت مخزنة في مستودع بمنطقة "تير آر"، مما أدى إلى انتقال أعمال العنف إلى مدينة "ألفن آن دن راين" ومحيطها. وأصبح مالك المستودع وعائلته ومعارفه أهدافًا للهجمات الجديدة، التي شملت إطلاق نار وتهديدات وتفجيرات. ولا يزال يُحقق في مدى علم صاحب المستودع بتخزين المخدرات داخله، حيث تم الاستماع إليه دون أن يتم توقيفه. وأكد الادعاء العام أن العديد من الأشخاص تعرضوا للخطر دون أن تكون لهم صلة مباشرة بالقضية، مشيرًا إلى أن أغلب المعتقلين من المنفذين الذين جرى استقطابهم لتنفيذ المهام دون علم بتفاصيل الصراع أو مصدره. كما تم توقيف وسطاء يُعتقد أنهم لعبوا دورًا في تجنيد وتوجيه المنفذين. فيما لا يزال التحقيق جاريا لكشف هوية الأطراف التي خططت وأمرت بتنفيذ هذه الأعمال، وسط توقعات بمزيد من الاعتقالات في المرحلة القادمة.