أصدرت محكمة روتردام يوم الجمعة حكماً بالسجن المؤبد بحق فؤاد ل. (34 سنة)، المتهم بتنفيذ بارتكاب ثلاث جرائم قتل يوم 28 سبتمبر 2023، بعدما أطلق النار على أستاذ في مركز إيراسموس الطبي، إضافة إلى جارته وابنتها البالغة من العمر 14 عاماً. وجاء الحكم مخالفاً لطلب النيابة العامة التي طالبت بعقوبة 30 سنة سجناً مع الخضوع لعلاج إلزامي في مستشفى للأمراض النفسية. وبدأت الجريمة عندما طرق فؤاد ل. باب جيرانه، حيث فتحت الطفلة رومي (14 عاماً) الباب، فقام بإطلاق النار عليها مباشرة فأرداها قتيلة، ثم أشعل النار في شقته الواقعة بساحة هايمان دولارت في روتردام. بعدها، عاد إلى منزل الجيران وقتل والدتها مارلوس داخل غرفة نومها، قبل أن يمتطي دراجته النارية متوجهاً إلى مركز إيراسموس الطبي، حيث أطلق النار داخل قاعة درس فقتل الأستاذ يورغن دامِن، وهدد عدة أشخاص آخرين قبل أن يشعل النيران في المركز التعليمي التابع للمستشفى. وكشفت المحكمة أن المتهم قرر الانتقام بعدما علم من لجنة الامتحانات في مركز إيراسموس الطبي أنه لن يحصل على شهادة الطب. وقام بشراء ثلاثة أسلحة نارية مع الذخيرة، واختبر فعاليتها، كما جهّز زجاجات حارقة باستخدام البنزين، وأجرى استطلاعاً للمبنى لمعرفة أماكن أنظمة إطفاء الحريق. وفي يوم تنفيذ الجريمة، أوقف دراجته في شارع بعيد عن منزله لتضليل الشرطة، وتأكد مسبقاً من وجود الأستاذ دامِن في قاعة التدريس. ورغم تأكيد خبراء الطب النفسي بان أن المتهم يعاني من اضطراب طيف التوحد يجعله يعاني من صعوبات اجتماعية، فإن المحكمة رأت أن دقة التخطيط والتنفيذ تدل على وعيه الكامل بتبعات أفعاله. واعتبرت أن الجريمة كانت مدروسة بعناية وأن المتهم كان مسيطراً بالكامل على خطته. واعتبرت المحكمة أن هذه الجرائم، من قتل وحرق، من بين أخطر الجرائم في القانون الجنائي الهولندي، مؤكدةً أن العقوبة الوحيدة التي تعكس حجم المعاناة التي سببها المتهم هي السجن المؤبد، مستبعدةً أي احتمال لعودته إلى المجتمع.