شهد إقليمالحسيمة تزايدًا في حالات الانتحار، حيث تم تسجيل أربع حالات في أقل من سبعة أيام، وهو ما يستدعي دراسة عميقة لأسباب هذه الحوادث المتتالية. أحدث هذه الحالات كانت صباح اليوم الثلاثاء 10 شتنبر، حيث عثر على اب لثلاثة ابناء يبلغ من العمر 46 سنة مشنوقًا بضواحي جماعة بني بوشيبت، رغم انه لم يكن يعاني من اية اضطرابات نفسية حسب ما يؤكده مقربون. هذه الواقعة تأتي بعد تسجيل ثلاث حالات انتحار سابقة في ظرف أسبوع واحد فقط. البداية كانت مع سيدة سبعينية وضعت حدًا لحياتها بجماعة تارجسيت، تلتها حالة انتحار أخرى لسيدة خمسينية بدوار تلولي بجماعة بني جميل، وأخيرًا انتحار رجل داخل المستشفى الإقليمي بإمزورن. هذه الحوادث المتكررة أطلقت صفارات الإنذار حول الوضع النفسي والاجتماعي لسكان المنطقة. ويرى خبراء علم النفس أن الارتفاع في حالات الانتحار يعكس وضعًا اجتماعيًا ونفسيًا معقدًا يستدعي التدخل الفوري. وأن العزلة الاجتماعية والضغوط الاقتصادية قد تكون من الأسباب الرئيسية وراء تزايد حالات الانتحار في المناطق القروية، حيث يعاني الكثير من سكان هذه المناطق من نقص في الخدمات الصحية النفسية، مما يزيد من تفاقم المشاكل النفسية لديهم دون وجود قنوات للدعم أو العلاج. وتستوجب هذه السلسلة المأساوية من الحوادث ضرورة التحرك العاجل لتعزيز الجهود الوقائية وتوفير برامج دعم نفسي واجتماعي للسكان، خصوصًا في المناطق القروية التي تفتقر في كثير من الأحيان إلى خدمات الصحة النفسية. كما تدعو فعاليات محلية إلى تكثيف التوعية حول أهمية التعامل مع المشاكل النفسية وعدم التردد في طلب المساعدة قبل فوات الأوان. يُعد هذا الارتفاع في حالات الانتحار خلال فترة زمنية قصيرة مؤشرًا على حاجة ملحة لتحرك واسع يشمل كل الجهات المعنية من سلطات، ومجتمع مدني، وأسر، بهدف التصدي لهذه الظاهرة المؤلمة.