في سلسلة وثائقية جديدة تعرض على القنوات الهولندية بعنوان "قصص من الريف"، تأخذنا سميرة دحماني، وهي امرأة هولندية من أصل مغربي، في رحلة مؤثرة إلى منطقة الريف في شمال المغرب، وهي مسقط رأس والديها. سميرة، البالغة من العمر 40 عامًا والمولودة في أمستردام، لم تكن قد زارت هذه المنطقة من قبل، حيث قضت معظم طفولتها خلال العطل في مدينة فاس. لكن وفاة والدها قبل 12 عامًا كانت السبب الذي دفعها لأول مرة لزيارة قرية الشعابي في جبال الريف، حيث دفن والدها. في هذه السلسلة، تعود سميرة إلى الريف مع المخرجة حسناء بوعزة، لتتعرف على المكان الذي ولد فيه والدها ولتكتشف جوانب من هويتها التي كانت مغيبة عنها. وتقول: "أردت أن أرى المكان الذي ولد فيه والدي وأعيش تجربة ما كان يراه". خلال رحلتها، التقت بأشخاص من المنطقة، وعايشت طقوسًا وعادات ريفية عميقة الجذور. هذه التجارب أثرت فيها بشكل كبير، وأعادت إليها ذكريات طفولتها في المغرب. سميرة تعترف بأنها في شبابها لم تكن تتواصل بشكل كبير مع جذورها المغربية. كحال الكثير من الشباب، كانت تميل إلى مقاومة ثقافة والديها. ولكن مع تقدمها في العمر، بدأت تقدر الطقوس والعادات التي كانت تعتبرها مملة عندما كانت صغيرة. تقول: "الآن أرى كيف أن هذه الطقوس تضفي معنى على الحياة وتثريها. إنها جزء من هويتي". بالنسبة لسميرة، الهوية هي جزء لا يتجزأ من الإنسان. تصف الهوية بأنها "الحمض النووي للإنسان، بكل طبقاتها". وتؤكد أن عودتها إلى الريف كانت محاولة لاكتشاف هذه الجوانب العميقة من هويتها التي لم تكن واضحة لها من قبل. خلال السلسلة، تستكشف سميرة هذه الهوية "حبة حبة"، كما تصفها، كأنها تقشر رمانة، حيث تكتشف كل مرة طبقة جديدة من شخصيتها. واحدة من الجوانب المميزة للسلسلة هي تسليطها الضوء على دور المرأة في المجتمع الريفي. تقليديًا، يعرف الريف كمجتمع أبوي، ولكن "قصص من الريف" تكشف عن دور النساء المهم والمتنامي في هذه المنطقة. ساميرا تعد بأن الحلقة الأخيرة ستعطي المرأة مكانة أكبر لإبراز دورها في مستقبل المنطقة. بعد انتهاء الرحلة وعودتها إلى أمستردام، تستمر سميرة في التمسك ببعض العادات الريفية في حياتها اليومية. فعلى سبيل المثال، عندما أنجبت أختها طفلاً ثالثًا، سألت سميرة الدتها متى سيقومون بطقوس الحناء للطفل، وهو تقليد تتذكره من طفولتها وتريد نقله إلى الجيل الجديد.