بعد إعلان زعيم حركة ماك القباييلية من أمام بوابة الأممالمتحدة الإنفصال عن الجزائر و تأسيس " دولة" القبايل المستقلة سارع النظام الجزائري الى الرد على هذه الخطوة بإنزال عسكري مكثف لمنطقة تيزي وزو و بجاية لتطويق أي رد فعل للسكان مع "إعلان الإستقلال"كما أعطت السلطات الجزائرية الضوء الأخضر لأجهزتها الأمنية لقمع و تطويق أي تفاعل داخلي مع هذا الإعلان خصوصا بعد تعليق أعلام الإستقلال و تزيين جل شوارع بجاية و تزي وزو بأعلام الدولة المستقلة هذا الأمر حرك جنون الدولة الجزائرية و بدأت معه في اختطاف الأفراد و الجماعات الى وجهات غير معلومة في تحد صارخ لحقوق الإنسان و للمواثيق و الأعراف الدولية المتبعة في مثل هذه الحالات و هي الصناعة الوحيدة التي تتقنها الجارة الشرقية منذ استقلالها و أقصد تحديدا صناعة تزوير الحقائق و التاريخ و قذف كل الأعراف التي لا تخدم أجندة هياكلها المحنطة السائرة في طريقها الى الزوال .الة القمع الجزائرية لم تطل فقط سكان منطقة القبايل و لكن تعدتها الى الصحافة الجزائرية حيث ان جل الصحف و المواقع الجزائرية جاءتها تعليمات مشددة بعدم نشر أي خبر حول هذا الموضوع و هو ما يضاف الى سجل الجزائر الطويل في قمع حرية التعبير و الصحافة و تعتيم الحقائق عن الرأي العام الجزائري. إن موقف الجارة الشرقية لا يجسده خير تجسيد الا المثل الدارج " كن حفر حفرة لأخيه وقع فيه " و هذا بالضبط ما وقع للجزائر فبعد محاولاتها التاريخية لزرع كيان وهمي فوق الأراضي المغربية و رعاية هذا الكيان اللقيط بالمال و الدعم السياسي شاءت العدالة الإلهية أن تذيق الكابرانات من نفس الإكسير الذي حاولو سقياه لدولة شقيقة في ضرب صارخ لكل أعراف الجوار و الأخوة. إن الإعلان عن هذا الإنفصال و لو أنه يوتوبي في حقيقته و غير قابل للتطبيق العملي لأسباب عديدة داخلية و خارجية لكنه يظل درسا للجزائر و رسالة تخبرهم أن المخططات التدميرية و النزوعات التفريقية التي تدبر لدول الجوار لا يمكن أن تلدغ الا صاحبها و هي كمن يطلق النار على قدميه أو كمن يحفر قبره بيده حتى يستعيد الكابرانات شيئا من اتزانهم الذي فقدوه في مسلسل الكراهية للمغرب و حقائق التاريخ . إن العقدة المغربية التي إختلقها الحكام الجزائريون لتعتيم نهشهم و تبذيرهم لأموال الشعب الجزائري قد عفا عليها الزمن و أصبحت لا تطرب أحدا داخل الجزائر و خارجها و هو ما يعني أن مستقبل صراع الكابرانات سيكون مع الشعب الجزائري الذي بدأ ينتفض لأمواله المهدورة و كرامته المندسة تحت أقدام شرذمة حاكمة لا زالت تحن لأطروحات زمن مضى و لم يبقى منه غير نظريات تدرس للطلبة و ترسم في وجدانهم ثوريات دونكيشوتية مهترئة.