أُنشئت جماعة ايت قمرة إثر التقسيم الإداري لسنة 1992 بعدما كانت تابعة لجماعة أيت يوسف وعلي. تبلغ مساحتها حوالي 88 كلم مربع وهي تابعة إداريا لقيادة إزمورن ودائرة بني ورياغل الغربية. عدد سكانها حسب إحصاء 2014 هو 7343 نسمة وهو في تزايد مستمر. تتكون الجماعة من 11 دوارا (مدشرا) : أيت قمرة، أيث زكري، ثيزي عياش، تزاغين، أيث داود، أيث مسعوذ، ثانوت، أغزار، بوهم، إزفزافن، الثكنة العسكرية. لجماعة أيت قمرة موقع جغرافي متميز، يغلب عليه الهضاب والسهول، مما يؤهلها لتصبح مركزا حضريا مهما في المنطقة، لا سيما موقعها على الطريق الساحلية والطريق الوطنية 2، وقربها من ميناء الحسيمة ومطار الشريف الإدريسي. ومن المؤشرات الدالة على تحولها مستقبلا إلى قطب واعد نجد توفرها على منشآت ومرافق هامة : منشآت رياضية كالملعب الكبير والقاعة المغطاة والمسبح الأولمبي وحلبة ألعاب القوى. كما تتوفر الجماعة على مؤسسة جامعية في طور الإنجاز، وعلى منطقة للأنشطة الاقتصادية (سنعود لهذه المنطقة الصناعية في مقال لاحق). غير أن الجماعة تعرف الكثير من الصعوبات والتحديات. نجد من بينها بالدرجة الأولى (الأمر الذي يؤرق جل الجماعات القروية النامية) مسألة التطهير السائل. إذ أن قنوات الصرف الصحي لا تغطي سوى نسبة ضئيلة من المساكن. وبما أن الجماعة كما أسلفنا تعد مركز استقطاب صاعد، وتعرف تطورا عمرانيا مطردا، فهذا يتطلب الشروع في توسعة شبكة التطهير وتوسعة حجم قنوات الصرف الصحي، ونفس الشيء مع تأهيل الوسط الحضري كالقيام بتحديد الشوارع على نطاق واسع وتمهيدها ولم لا تزفيتها. فمن المؤكد أنه حسب المعطيات الحالية سيتغير الوضع العمراني بجماعة أيت قمرة بشكل كبير في غضون بضع سنوات. وتفاديا لتناسل البناء العشوائي الذي ستصبح معه الحلول صعبة وربما مستحيلة، وتفاديا لمعاناة السكان مع مياه الصرف الصحي والنفايات وما قد ينتج عن ذلك من تلوث، فيتوجب على المجلس الجماعي أن يعمل على لفت انتباه المسؤولين في الوزارات الوصية بطريقة مستمرة (لعل وعسى)مثل رفع عدة ملتمسات لكل الجهات المعنية، علما بأن الجماعة تعاني من نقص حاد في الميزانية، ومواردها المحلية في الوقت الراهن شبه منعدمة. بسبب ضعف الميزانية نفسه ظل السوق الأسبوعي (الثلاثاء) على سبيل المثال، سوقا عشوائيا غير مهيكل وغير رسمي رغم تزايد التجار والمتبضعين، الشيء الذي جعل الجماعة لا تستفيد منه بأي مداخيل والحال على ما هو عليه. وللإشارة، فكثيرا ما تكلم الناس عن مدن نظيفة كالحسيمة والشاون وتطوان مثلا. غير أن أهم عامل في نظافتها قد يكون موقعها على سفوح الجبل، وبالتالي مع تهاطل الأمطار تُغسل وتنظف تلك المدن بطريقة طبيعية. أما المراكز الحضرية المنبسطة كأيت قمرة فلا بد من مجهود بشري متواصل لتحقيق تلك الغاية، أي لتفادي وابل الوحل والبرك المائية والأتربة وما إلى ذلك. وفي الأخير، ورغم التحديات المشار إلى بعضها، فتبقى لجماعة أيت قمرة مكانة مذهلة في المستقبل، لا سيما وأنه يمكن اعتبارها متنفسا وامتدادا طبيعيا للحسيمة التي تعرف المزيد من الاكتظاظ، ومجالها الواسع مناسبا للامتداد العمراني (وهناك من يرى في هذا التعمير الزاحف وجها سلبيا لكونه يتم وللأسف على حساب الحقول الزراعية)، وقربها من المنتزه الوطني ومن مناطق سياحية جميلة، وموقعها الاستراتيجي كحلقة وصل بين الشرق والغرب.