اعتقلت السلطات المكسيكية مراهقاً بتهمة تنفيذ عمليات قتل بشعة، والعمل كقاتل محترف لصالح عصابات المخدرات في البلاد، في حالة يقول محللون إنها توفر نظرة على طريقة عمل تلك العصابات التي زادت من تجنيد الشباب للعمل إلى جانبها في مواجهة المنافسة. ووصف الصبي، 14 عاماً، الذي لم يكشف عن هويته أثناء عرضه لوسائل إعلام عقب اعتقاله الخميس، تصفية أربعة أشخاص قائلاً: نحرت أعناقهم." وقال إنه كان في عمر ال12 عاماً عندما انضم لعصابة جوليو "النيغرو" باديلا تحت تهديد العمل إلى جانبه أو قتله. ويقول محللون إن هذه القضية تقدم لمحة عن عصابات المخدرات المكسيكية، التي تتسابق لتجنيد المزيد من الفتية بين صفوفها. وقال سلفيا لونغماير، وهو ضابط سابق بسلاح الجو الأمريكي ومحلل استخباراتي بارز في قضايا حروب المخدرات في المكسيك وأمريكا اللاتينية: "لن تكون هذه آخر مرة نسمع فيها قصص أطفال صغار حملوا السلاح لأجل القتل لأنه مجز ولأنهم يعتقدون بأنه أمر مثير." وردد الفتى على أسئلة حول ما إذا كان يعلم بما كان يقوم به بالمشاركة في أعمال القتل ، بأنه كان تحت تأثير المخدرات وغير مدرك لتصرفاته، قائلاً: "لا.. لم أكن أعرف." وارتدى الجنود الذين وقفوا إلى جانب المراهق أثناء استجوابه من قبل الصحفيين، أقنعة لإخفاء هوياتهم، وهو مشهد مألوف في المكسيك، حيث تصاعدت حدة الحملات الحكومية ضد عصابات المخدرات هناك، إلا أن وجه "القاتل المحترف" بدا واضحاً للعيان. وانتقد مارتين بيريز، من شبكة حقوق الأطفال في المكسيك، سماح السلطات لوسائل الإعلام الوصول للمراهق: "لقد كان ذلك غير مناسب تماما.. طريقة تقديمه أمام وسائل الإعلام." وتابع: "لكل فرد حق فرضية البراءة .. وذلك أيضاً قد يعرض حياته للخطر، علينا تذكر أنها حرب بين المنظمات الإجرامية." وتدر تجارة المخدرات في المكسيك 50 مليار دولار سنوياً. وتزايد العنف والتنافس بين زعماء المخدرات منذ تولي الرئيس فيليب كالديرون المنصب في ديسمبر/ كانون الأول عام 2006، وإعلانه حرباً شعوا على المخدرات. ولقي أكثر من 22 ألف شخص حتفهم منذ انطلاق الحملة وحتى وقتنا الراهن، وفق حصيلة حكومية. والعام الماضي، ضمت لائحة "فوربس" لأكثر الأشخاص نفوذاً في العالم، أحد أبرز أباطرة تجارة المخدرات في المكسيك، وهو جواكي "الشابو" غوزمان، الذي يتربع على عرش كارتل "سينالوا" الواسع النفوذ. وترصد السلطات المكسيكية 5 ملايين دولار ثمناً لرأس غوزمان.