تحت شعار " مائة عام من العزلة"، تستعد مدينة مليلية المحتلة لإحياء الذكرى المئوية، لمعركة أنوال التي دارت بمنطقة الريف المغربي، بين الجيش الاسباني والمقاومة الريفية، وراح ضحيتها الالاف من جنود الاسبان. وسيتم بهذه المناسبة تنظيم أنشطة مختلفة بالمدينة، تذكر بما يسميه الأسبان "بكارثة انوال"، من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات، وكذا معارض للصور، إضافة الى إصدار المنشورات. وكشفت وزيرة الثقافة في الحكومة المحلية، "إيلينا فرنانديز تريفينيو"، عن برنامج إحياء هذه الذكرى، والتي ستستمر طيلة أشهر السنة الجارية، وستنطلق ابتداء من 29 من شهر ابريل. وللإشارة فمعركة أنوال هي معركة وقعت في 17 يوليو، 1921 بين الجيش الإسباني في أفريقيا ومقاتلين مغاربة منطقة الريف الآمازيغية، عرفت هزيمة عسكرية كبيرة للجيش الإسباني، لدرجة تسميتها من قبل الأسبان بكارثة أنوال. وكان انتصار المقاومين الريفيين بقيادة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي رغم كونهم فئة قليلة وبوسائل بسيطة مقابل جيش عتيد وأسلحة متطورة فتاكة. وكان لمعركة أنوال نتائج كثيرة لصالح المقاومين المغاربة بقيادة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي، ومن أهم نتائجها: غنائم 200 مدفع، وأزيد من 20000 بندقية، ومقادير لا تحصى من القذائف وملايين الخراطيش وسيارات وشاحنات، وتموين كثير يزيد عن الحاجة، وأدوية وأجهزة التخييم. وبالإضافة إلى المعدات العسكرية تم أسر 700 أسير وفقد الإسبان 15000 جندي ما بين قتيل وجريح. وتأثر الداخل الاسباني كثيرا بنتائج هذه المعركة حيث ترتب عنها لاحقا انقلاب عسكري سنة 1923 قاده الجنرال بريكو دي ريفييرا، ثم استمرار تأثير هذه الحرب حتى وقوع الحرب الأهلية التي عاشتها البلاد سنة 1936 الى غاية 1939 وانتهت بنهاية الديمقراطية وإرساء دكتاتورية فرانكو التي دامت حتى 1975.