لا يمكن لك ان تحكم البلد بألف تابع مؤمن بتفسيراتك الخرافية للسياسة، و بمليون ما يشبه المريدين .... في البلد أربعين مليون مواطن هم في حاجة ماسة و مستعجلة الان الى المدرسة و المستشفى و المؤسسات الثقافية و المؤسسات الأمنية...هم في حاجة ماسة الى من ينير لهم طريق عالم ما بعد الكوفيد19. هل نحن في حاجة الى انتخابات لتبين لنا انت ان المليون ما زالت معك؟ بطبيعة الحال لا!! و ليبين لنا الآخر الذي يقول على نفسه انه لا يشبهك و لا يريد قتلك ليقنعنا أنه اقترب بدوه الى المليون عبر كائنات هلامية حظها انها ورثت او اكتسبت بعض السنتيمات القابلة للتوزيع على فقراء الدروب ! لا بطبيعة الحال!! هل نحن في حاجة الى ان يثبت لنا الباقون أنهم ضروريون للدوران في فلكيكما!! لا بطبيعة الحال!!نحن في حاجة الى عقول نيرة تحفر موقعًا لنا ما بعد الجائحة بين الأمم الإيجابية ، عقول سليمة غير ممسوسة بلوثة الوهم ، لا بوهم التفسير السليم للدين في الممارسة السياسية، و لا بوهم ممارسة السياسية بدون نظريات قابلة للإجابة على أسئلة المغرب غدا !!! هل نحن في حاجة الى الانتخابات اليوم ؟ لا!!! قد يقول قائل ان هذا مساهمة في قتل المسار الديمقراطي ؟؟ لا ، العالم في أزمة ، و نحن في أزمة مزدوجة!! أزمة الوباء وأزمة النخب السياسية و قياداتها !!! و نحن نستعد للخروج من أزمة الوباء ، لسنا ، في الزمن المنظور، في حاجة الى انتخابات تجر خيباتنا من نخبنا السياسية، لكننا في حاجة الى أن تمس كل ما لصق بنا عقب "الربيع العربي" السئ الذكر، و الذي حاول قتل مسلسل انتقالنا الى دولة ديمقراطية حداثية على نهج العدالة الانتقالية، نحن ، اليوم، في حاجة ماسة الى إطار جديد يجيب منخرطوه- بدون وهم- عن أسئلة مغرب ما بعد الكورونا، و عن كيفية احياء مسلسل الإنصاف و المصالحة بنفس جديد و لنفس الأغراض الذي وجد من أجله. و لنسهل الطريق على أنفسنا ، لدينا مؤسسة حزبية قائمة هي في حاجة ماسة الى تسكن بالروح التي توافق حولها المغاربة جميعا عندما قالوا: أمين و هم ينصتون الى خطاب جلالة الملك في موضوع تنصيب هيئة الإنصاف و المصالحة ، و هم ينصتون الى التقرير الختامي لهذه الهيئة الذي دعى في الجوهر - الجوهر الذي لا يعيه الا من وهب لهم الله الذكاء الضروري لذلك- الى تأسيس حزب الانتقال الى مصاف الدول الإيجابية : على القادة الحاليين لحزب الأصالة و المعاصرة ان يعرفوا ان حزبنا هو المقصود بهذا الكلام ، و أنني مثل الآلاف لا نشم فيه - اليوم- رائحة الحزب الذي حلم به إدريس بن زكري حيا، و يتأسف على مسار مبتدإه ميتا، الحزب الذي ذكرتني به شجرتي "دولوريس" التي تنبذ "الشجرة الهلامية" ؛ شجرة الوهم . الخطر ان يجرنا هذا الحزب الى "تونسة بلدنا": هاهاها !!!كم هو بليد هذا للتفكير ، كم هو كسول هذا القول !!! عاش المغرب.