دعا احمد ابو طالب عمدة مدينة روتردام، الحكومة الهولندية، الى تقديم الاعتذار "عن استعباد عشرات الالاف" قبل الغاء العبودية في البلاد. وجاء هذا في كلمة القاءها ابو طالب ذو الاصل المغربي، خلال حفل لاحياء ذكرى الغاء العبودية في هولندا اقيم اول امس السبت في مدينة روتردام. وقال ابو طالب ان الحكومات المتعاقبة في هولندا لم تعتذر لاقارب ضحايا تجارة الرقيق والاستعباد. ولم يسبق للحكومات الهولندية ان قدمت اعتذارا على عن العبودية، الا ان نائب رئيس الوزراء "لوديفيك أسشر" عبر عن اسفه في سنة 2013، اثناء الاحتفال ب 150 سنة على الغاء الرق. واضاف عمدة مدينة روتردام قائلا" لقد اعرب اسشر عن اسفه العميق، وهي لفتة لطيفة"، الا ان الخطوة التالية تستوجب الاعتذار من مجلس الوزراء لوضع نقطة وراء العبودية ، التي تشكل صفحة سوداء في التاريخ الهولندي على حد قوله. والغيت العبودية في هولندا في 1 يوليوز 1863، الا ان ابو طالب اشار ان المستعبدين في المستعمرات الهولندية، كان عليهم الاستمرار في العمل بموجب عقد يمتد لعشر سنوات اخرى، مع اصحاب المزارع، وحصل هؤلاء المزارعون على تعويضات كبيرة لتحرير العبيد. ولقيت كملة ابو طالب انتقادات من بعض وسائل الاعلام الهولندية، نظرا للاحراج التي تسببته للحكومة الهولندية، حيث ذهب بعض الصحفيين، الى الحديث عن استعباد الاوروبيين من طرف المسلمين في المغرب خلال فترات من الزمن، كما قال اخرون انه اذا كانت هولندا الغت العبودية في سنة 1863، فالمغرب لم يلغيها سوى في 1922. وتجدر الاشارة ان العلاقة المغربية الهولندية تعرف بعض الاضطراب بسبب تصريحات لوزير خارجيتها حول الاحكام التي اصدرها القضاء المغربي، ضد قادة حراك الريف، حيث استدعت الخارجية المغربية سفير هولندا في اللارباط لابلاغه رفض المغرب التدخل في شؤونه الداخلية.