تحت شعار " حفظ الذاكرة الجماعية بالريف مسؤولية الجميع " .نظمت جمعية بويا للثقافة والفنون بأيث بوعياش زيارة جماعية لمقر القيادة العامة لمحمد بن عبد الكريم الخطابي بأجدير وزيارة مماثلة لمدينة المزمة التاريخية وذلك لفائدة تلاميذ الثانويات التأهيلية بأيث بوعياش ، ويندرج هذا النشاط الثقافي والإشعاعي في إطار الإنفتاح الذي تنهجه جمعية بويا على المحيط وخاصة المؤسسات التربوية نظرا لما لهذه المبادرات من دور في ترسيخ الوعي والتعريف بالمآثر التاريخية التي تزخر بها منطقة الريف . أمام ما تبقى من آثار القيادة العامة للأمبر محمد بن عبد الكريم الخطابي ومن خلال كلمة له رحب رئيس جمعية بويا للثقافة والفنون بالحضور تلاميذ،أساتذة ومؤطرين وفعاليات مدنية ساهمت بحضورها ومداخلاتها ، لتعطى الكلمة لمؤطر هذه الزيارة الأستاذ عمر لمعلم رئيس جمعية ذاكرة الريف الذي أبدى بدوره إرتياحا لمثل هذه المبادرات ومدى تأثيرها في صناعة جيل ملم ومهتم بتاريخه بشخصياته وأمجاده ، وقد تحدث وبتفصيل عن سياق بروز حركة المقاومة بالريف وبالدور الذي لعبته مجموعة من المواقع في تشكل الأحداث وخاصة مقر القيادة الذي يتواجد فيه ، وعرف اللقاء تجاوبا كبيرا من طرف كل الحاضرين تلاميذ وأساتذة من خلال تساؤلات ومداخلات أغنت النقاش . وبحثا عن عمق التاريخ وأغواره ، إنتقل الجميع الى الموقع الأثر لمدينة المزمة التاريخية ، ووقف الكل على بعض المآثر التي ما زالت تشكل الملامح الكبرى لهذه المدينة وخاصة أسوارها الخارجية وبعض الأبراج التي لازالت تقاوم قساوة الطبيعة وإهمال المسؤولين القائمين على حماية المآثر التاريخية من الإندثار ،فقدم الأستاذ عمر لمعلم نبذة موجزة عن تاريخ تأسيس هذه المدينة وسياق تكونها ، دون أن يغفل -بإعتباره عضو في لجنة متابعة مشروع السواني - الحديث عن تكالب مجموعة من كبار المسؤولين والشركات العقارية لكسب أرباح طائلة على حساب إقبار هذا الموقع الأثري الهام وكذلك على حساب هموم وتطلعات ساكنة هذه المنطقة الذين ينتظرون ما قد يأتي ولا يأتي . ومن نافلة القول، فالزيارة عموما عرفت إستحسانا كبيرا من طرف التلاميذ والأساتذة ،وعبروا لأعضاء جمعية بويا للثقافة والفنون عن شكرهم وامتنانهم العميق على هذه المبادرة ، في الوقت نفسه عبر الكل عن إمتعاضه الشديد من الإهمال الذي يطال هذه المواقع الأثرية وكذلك لعدم إدراجها في المنظومة التربوية وخاصة ما يتعلق بحرب الريف التحريرية ورموزها وخاصة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي ،وبالمقابل عبر المكتب المسير للجمعية عن استعداده لتنظيم أنشطة موازية لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية وكذا تنفيذ برنامجه النضالي المتعدد المستويات .