قضت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، الأربعاء المنصرم بتأييد الحكم الصادر عن غرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة نفسها، والقاضي بمؤاخذة متهم يتحدر من منطقة تازوراخت بإقليم الحسيمة، من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وذلك طبقا للفصل 393 من القانون الجنائي، والحكم عليه بثلاثين سنة سجنا نافذا، وبأدائه لفائدة المطالبين بالحق المدني تعويضا قدره 30 ألف درهم لفائدة والدي الضحية، و10 آلاف درهم لأشقائه، مع تحميله الصائر والإجبار في الأدنى. واعتبرت هيأة المحكمة، خلال نظرها في الحكم المستأنف من قبل المتهم، أنه عند مثول هذا الأخير أمامها، لم يعزز استئنافه بأي معطى قانوني جديد. وتتلخص وقائع هذه القضية، حسب مصادر مطلعة، في أن الضابطة القضائية التابعة للدرك الملكي بالنكور، انتقلت إلى دوار تازوراخت لمعاينة جثة شخص تعرض لطعنات وضربات قوية إلى صدغه وخلف جمجمته وجبهته، وكان مضرجا في دمائه، حيث تأكدت عناصر الضابطة القضائية من خلال الطبيب المكلف بالمستشفى القروي ومعاينتها لجثة الهالك بأنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بتلك الطعنات. وتعرف فريق المحققين على هوية الضحية، الذي لم يكن سوى مواطن يتحدر من المنطقة مسرح الحادث. بعد ذلك فتحت عناصر الضابطة القضائية بحثا في الملف من أجل الوصول إلى الجاني، لكن دون جدوى، بعدما تمكن من الفرار نحو مدينة بني ملال، حيث اقترف هناك جريمة ثانية، تمثلت في قتله شخصا هناك، تمكنت بعدها مصالح الأمن من القبض عليه، وأحيل أنذاك على غرفة الجنايات الابتدائية ببني ملال التي أدانته بالسجن المؤبد، لتتم إحالته على محكمة الاستئناف بالحسيمة، بعدما تبين للمحققين ببني ملال أنه هو من كان وراء الجريمة التي راح ضحيتها مواطن من منطقة تازوراخت بالحسيمة سنة 2008. وكان الضحية الذي كان معروفا قيد حياته بممارسة القمار رفقة المتهم وآخرين بمقهى بالمنطقة نفسها، عثر عليه جثة هامدة وسط الطريق، بعدما كان تلقى طعنات قاتلة إلى صدغه وجمجمته. وأكد بعض الشهود أثناء الاستماع إليهم تمهيديا وتفصيليا وأمام هيأة الحكم بالغرفتين، أن الضحية كان يتردد كثيرا على مقهى بالمنطقة لممارسة القمار، مضيفين أن المتهم الذي اعترف في أكثر من مرة بكونه خسر في القمار مبلغا ماليا حصل عليه من عملية بيعه قنطارين من اللوز، مشيرين إلى أنهم سمعوا الأخير وهو يسأل الضحية الذي كان ربح في عملية القمار، عن مقر سكناه، الشيء الذي يؤكد فرضية تعرض الأخير للقتل من طرف المعني بالأمر. المتهم نفى في كل مراحل التحقيق أن يكون هو الجاني، أو استهدف الضحية بالضرب والقتل، وأن لا علاقة له بالحادث، معترفا بأنه كان مدمنا على لعب القمار رفقة الضحية بمقهى بالمنطقة نفسها، وأنه خسر بسبب ذلك مبالغ مالية كان مصدرها، ثمن بيعه قنطارين من اللوز.وكان المشتبه فيه وحسب المصادر ذاتها، غاب عن الأنظار بعد الحادث، ولم يظهر له أثر في المنطقة .