تخليدا لليوم العالمي لمناهضة العنصرية، نظم منتدى المواطنة والتضامن للمغاربة القاطنين بأوربا؛ فرع هولندا، ندوة سياسية حول العنصرية وأشكالها بمدينة أمستردام، وذلك يوم السبت 26 مارس 2010. فإلى جانب العروض والمداخلات السياسية التي قدمها الأساتذة المشاركين في الندوة، استمتع الجمهور الكثيف الذي حج إلى قاعدة انعقاد الندوة من جنسيات مختلفة (مغاربة وأتراك وأفارقة ) بمشاهدة فيلم وثائقي حول ظاهرة العنصرية بأوربا من إنتاج هولندي – كندي. انطلقت إشغال الندوة التي انعقدت تحت شعار" العنصرية تمس الجميع" في حدود الساعة السادسة مساء، حيث تم افتتاح الندوة بكلمة ترحيبية للأخ عبد اللطيف عثمان، ترحيبا وامتنانا للحضور الكثيف الذي غصت به القاعة التي احتضنت إشغال الندوة، حيث تفضل في بداية كلمته بتقديم مؤطري الندوة وهم الأساتذة الأفاضل: محمد الرباع برلماني سابق عن حزب اليسار الحضر، وعبد الرحمان العيساتي أستاذ جامعي ومدير قناة أمازيغ تيفي، والسيد ديك بيلس أستاذ جامعي، فيما اعتذر كاتب الدولة في الشؤون الأوربية السيد فرانس تمرمانس عن المشاركة. وبعد ذلك تطرق السيد عثمان عبد اللطيف إلى دواعي وأسباب تنظيم الندوة مشيرا في كلمته الافتتاحية إلى أهمية انعقاد مثل هذه الندوات في سياق الظروف الراهنة للبلاد (هولندا)، خاصة بعد الفوز الساحق لليمين المتطرف في الانتخابات البلدية السابقة بزعامة خيرات فليدرس. ثم أشار بعد ذلك إلى حيثيات وأسباب اختيار وجعل يوم 21 مارس من كل سنة يوم عالمي للمناهضة العنصرية التي تعود حيثياتها إلى الإحداث الدموية التي عرفتها جنوب إفريقيا يوم 21 مارس 1960 . وفي نهاية كلمته دعى الجميع إلى احترام التعدد الثقافي والديني والاجتماعي الموجود بهولندا. وبعد كلمة الترحيب تناول الكلمة السيد ديك بليس أستاذ جامعي، حيث ركز في مداخلته القيمة على حق المواطنين الهولنديين، وحق كل الأجانب القاطنين بهولندا في ممارسة حقوقهم الدينية والثقافية؛ الجماعية والفردية، هذا بالإضافة إلى حق الجميع في الشغل والتعليم بدون التمييز بسبب اللون أو الأصل، فقوة هولندا تمكن في نظر الأستاذ بليس في تنوعها واختلافها. كما تطرق الأستاذ (ديك بليس) في نهاية مداخلته التي نتج عنها نقاش حاد بينه وبين الحاضرين، إلى ظاهرة تنامي اليميني المتطرف بهولندا بزعامة خيرات فليدرس الذي يعتبره حزب عنصري وخطير على مستقبل هولندا، في ما أشار إلى رفضه وصف فليدرس بالنازي أو الفاشي لان فليدرس في نظره يعمل في إطار نظام ديمقراطي ويؤمن بقواعد النظام الديمقراطي المعمول به في هولندا. هذا في ما كانت المداخلة الثانية من نصيب الأستاذ المناضل محمد الرباع عضو برلماني سابق، حيث أشار هو أيضا إلى تزايد ظاهرة العنصرية بأوربا عموما، وفي هولندا خصوصا، مع تأكيده على أن السيد خيرت فيلدرس، رئيس حزب الحرية، إنسان عنصري وفاشي يجب محاربته ومناهضته بكل الوسائل، وفي هذا السياق طالب السيد الرباع اليسار الهولندي(الأحزاب) بموقف وأضح وصريح من حركة فيلدرس مع استثناءه لرئيس حزب الديمقراطيون 66 الذي يصف بشكل واضح وعلانية فيلدرس بالعنصري والفاشي حسب كلام السيد محمد الرباع. وفي سياق معالجته لأسباب تنامي ظاهرة العنصرية أشار السيد الرباع صراحة إلى دور الشباب المغربي في تنامي وتقوية حزب فيلدرس، حيث يعتبر السلوك العدواني وعدم احترام الأخر من قبل بعض الشباب المغربي في نظر السيد الرباع من بين أهم الأسباب التي تساهم بشكل كبيير في تقوية حزب فيلدرس حيث يقوم هذا الأخير باستغلال مثل هذا التصرفات والمواقف الرافضة للأخر. هذا في ما ركز الدكتور عبد الرحمان العيساتي في مداخلته على وضعية المغاربة بهولندا مؤكدا على أهمية نقد الذات حتى يستقيم السلوك والتعامل الايجابي مع الأخر، كما دعى الدكتور العيساتي المغاربة إلى تحمل مسؤولياتهم والدفاع عن حقوقهم بصوت عاليا ضد كل المخططات والقرارات التي تعترض تطورهم الطبيعي والايجابي في هذا البلد (هولندا) معتبرا أن انخراط المغاربة في العمل الذي يؤسس للمواطنة أمر عاجل وغير قابل للتأجيل. وبعد فترة العشاء قدمت فرقة " تزري" مجموعة من الأغاني الأمازيغية الرائعة، حيث كان أبرزها أغاني مجموعة "تواتون" كتضامن مع الرفيق بوجمعة في محنته مع المرض.. ملحوظة: تم انجاز هذا العمل بالتنسيق والتعاون مع جمعية العمال المغاربة بأمستردام ، وجمعية المغاربة لحقوق الإنسان ومؤسسة أكنراي للثقافة والتنمية. عن لجنة الإعلام