في نقط الدخول و الخروج من حدودنا يتم تسجيل كل السيارات الداخلة لأرض وطننا و التشطيب عنها عندما تقفل راجعة و يُسلم توصيل يُثبت أن السيارة المعنية غادرت بلدنا. غير أن بعض أصحاب تلك السيارات يفاجَئون عند الرجوع إلى المغرب بعد ذلك حينما يقال لهم بأنهم تركوا هنا سياراتهم المرقمة بالخارج، و التي أتوا بها العام الماضي، و تتدعي الجمارك بأن الحاسوب هو الذي يثبت ذلك. و عبثا يحاول صاحب السيارة أن يدافع عن موقفه بإشهار التوصيل الذي أعطي له لدى خروج سيارته من المغرب. ذلك ما حدث لأحد المواطنين الأسبان عدة مرات. ففي إحداها قيل له في نقطة العبور ببني انصار بأن سيارته مسروقة و لا يمكن الرجوع بها إلى مليلية لأنها لم تدخل الأراضي المغربية أصلا، بل اُحتُجِز لعدة ساعات حتى تدخلت السلطات الأسبانية. و مرة أخرى قيل له في ميناء طنجة بأن سيارته لا يُسمح لها بدخول المغرب لأنها دخلت في الماضي و لم تخرج بعد. و آخر مرة ترجع إلى 17 أكتوبر 2013 الأخير، قيل له مرة أخرى في معبر سبتة بأن سيارته لا زالت في المغرب منذ العام الماضي رغم أنه أخرج من جيبه التوصيل الذي يثبت بأنه عاد إلى وطنه أسبانيا بنفس السيارة. و بعد أخذ و رد جاء أحد ضباط الجمارك و أخرج طابعا من جيبه ليختم له ورقة رسمية مدٌتها شهر و سلٌمها له، و سُمح له بدخول المغرب شرط أن لا يفقد الورقة أثناء مُقامه هنا. هنا نتساءل يا تُرى: عندما قيل للمواطن الأسباني بأن السيارة لا يمكن أن تخرج من المغرب لأنها لم تدخل قط، و عندما قيل له بأن السيارة لا يمكن أن تدخل المغرب لأنها لم تخرج من هناك بعد، فهل أتى بها أحد عفاريت سيدنا سليمان قبل أن يرتدٌ إليه طرفه؟ و ما مهمة الحاسوب إذا لم يضبط الأمور الإدارية كما ينبغي؟ الغلط ليس غلط الآلة، لا أبدا. إنه التهور الذي يتميز به بعض موظفينا. إنها اللامبالاة و عدم الاكتراث و انعدام الاحساس بالمسئولية الذي يتميز به بعض من أُسنِدت إليهم تلك المسئولية. هل بهذه التصرفات الرعناء نساعد بلدنا على جلب عدد أكبر من السياح؟ لقد أكٌد لي المواطن الأسباني أن لا يأتي بسيارته أبدا إلى المغرب، و لولا حنينه الدائم إلى مدينة الحسيمة التي أبصر النور فيها أول مرة لما رجع إلى المغرب مدى حياته.