عندما يخرج الشرفاء إلى الشارع للاحتجاج,فلا شرعية تعلو فوق شرعيتهم ,و لا مقدس فوق مشروعية مطالبهم,شرف الطفولة المغربية كانت الأشرف من كل شيء,العاهرة التي خرجت كانت أشرف من الشيخ الذي نهق,الفن بريء من الفنان الذي لزم الصمت و المنزل خوفا على) لكريمته( أو خوفا من عدم الظفر بها مستقبلا!,الفن رسالة جميلة معبرة تعانق وتعبر عن هموم المواطنين,الفن إحساس,الفن بريء من الفنان الذي يخرج فقط في المسيرات الصفراء التي تنظم تحت الرعاية السامية,الدين بريء من الذين يفتون في الجزرة و مضاجعة الزوجة. الميتة. ..و من المتاجرين به,ومن الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على قبلة في الطائرة,لكنهم لزموا الصمت عندما انتهكت الطفولة ...الصحافة بريئة من الصحافي الذي يرغم قلمه على كتابة أن الملك لا يدري و أن هناك مؤامرة تحاك ضده,العمل الجمعوي ماتقيش ولدي بريء من الدفاع عن الطفولة,إنهم يتاجرون بشرف الطفولة. العدل و العدالة بريئة من الوزير الذي جعل من مؤخرة الطفولة أساس المصالح العليا للبلدين, جعل من مؤخرة الطفولة طاولة للمفاوضات تحمل العلمين المغربي و الإسباني, و من يعفو على البيدوفيل اغتصب 11 طفلا نحن بريئين منه. براءة الطفولة أسقطت القناع , و بينت الصالح من الطالح,محب الوطن من المسترزق عليه,المناضلين الحقيقيين من الانتهازيين محترفي التملق ,بل كشفت المستور للعامة من الناس على الخلل الذي يشوب المؤسسة الملكية من فساد و عبثية و اللامبالاة و الاستهتار بشرف المغاربة. حاولت كل الأحزاب التي دخلت اللعبة رفع المسؤولية على المؤسسة الملكية حتى و لو كان على حسابها,بل لم نر أي تبادل للتهم فيما بينهم كما عهدنا ذلك,فلا إلياس العماري و بن شماس بغوغائيتهم المعهودة حملوا المسؤولية للحكومة و لا ..,و لا بنكيران حمل المسؤولية للعفاريت و التماسيح,مما يعني أن هؤلاء لا تهمهم مصالح الشعب و لا شرف طفولته,ما يهمهم هي المصلحة الخاصة و الحفاظ على استمرارية النظام و التشبث بقواعده الفاسدة,و ما نقرأه في المنابر الإعلامية و قبة البرلمان من نقاشات و اتهامات ...مجرد مسرحية من إعداد و إخراج النظام الفاسد من تقديم الأحزاب الفاسدة,مما يزكي أن العارضة الحقيقية هي الهيئات و الإطارات التقدمية التي تصطف إلى جانب الجماهير الشعبية ,و ليس الغوغائية. الملك يأمر بالتحقيق في العفو الملكي: العنوان أعلاه صحيح من الناحية اللغوية,و لا يستدعي أي تصحيح من أي لغوي كان,لكن إذا قُرء من طرف منطقي عاقل سيحكم عليه بالخطأ,لأنه يفتقد إلى القاعدة المنطقية,أو القاعدة الفلسفية لأحد الفلاسفة التي تقول :كل ما هو عقلي واقعي,وكل ما هو واقعي عقلي. و سيطرح جملة من الأسئلة من قبيل, كيف لقرار أصدره الملك و هو نفسه يأمر بالتحقيق فيه؟من سيحقق و ضد من ؟الملك يحقق في قرار أصدره هو بنفسه !؟كيف للملك أن يعين لجنة للتحقيق في قرار أصدره؟و من يضمن شفافية هذه اللجنة مادمت عينت من طرف صاحب القرار؟.لنضع الثقة في عمل اللجنة و لا نسبق الأحداث و ندعها تنكب على مهمتها من أجل تحديد المسؤولية,لأن المسألة واضحة جيدا و ستحمل المسؤولية للملك باعتباره هو من أصدر ووقع العفو.انتظارنا التحقيق وأطلعتنا اللجنة على النتيجة التي تعتبر إهانة و استخفاف بذكاء المغاربة,و إهانة إلى كل الشرفاء الذين خرجوا للتنديد و استنكار هذا العفو,إذ أعلنت حفيظ بنهاشم مندوب السجون ككبش فداء. بعد التحقيق النتيجة تقول: ًمندوب السجون هو المسؤول عن العفو الملكي ً,العبارة سليمة لغويا لكنا خاطئة منطقيا,لأنها بنيت أصلا على تحقيق غير سليم منطقيا الملك يأمر بالتحقيق في العفو الملكي .أما العبارة السليمة و الصحيحة منطقيا يجب أن تكون :الملك هو المسؤول عن العفو الملكي الذي أصدره و عن العنف و القمع الذي تعرض له المحتجين.