صدر مؤخرا للكاتب والمفكر الاسباني "خوسيبا ساريونايندية" كتاب بعنوان "هل نحن كمورو في الضباب" تناول خلاله الحقبة الاستعمارية الاسبانية لشمال المغرب وما تقدمه من محاولات للتغلغل واختراق المجتمع الريفي ايديولوجيا ودينيا وكذا موقف الاسبان من هذا الاستعمار. واعتمد الكاتب في كتابه على مجموعة من المصادر التاريخية والمذكرات التي تناولت قضية الاستعمار الاسباني وجمهورية الريف بموضوعية ونقلت الحقائق كما هي دون تزوير. واشار الكاتب في كتابه ان بداية التغلغل الاستعماري في شمال المغرب كانت مع مبشر باسكي فرنسي الذي امر لاول مرة سنة 1865 بوضع قواعد للغة الامازيغية لتسهيل تواصل المبشريين الذين كانت ترسلهم الكنيسة الداعمة للسياسة الاستعمارية للدولة الاسبانية بهدف اختراق المجتمع الريفي دينيا وتحضيره لتقبل الاستعمار العسكري الذي كانت تحضر له اسبانيا . وامام فشل هذا الخيار يضيف الكاتب التجئت القوى الاستعمارية الى شن حرب عشوائية وبدون رحمة وان اغلب الجنود الذين دفع بهم لتنفيذ العمليات العسكرية هم من الفقراء و الامييين (لان الاغنياء كانوا يرفضون الخدمة العسكرية) ولم يكن لهم تدريب جيد ولا اعتاد مما يفسر حسب اعتقاده المذابح التي نفذت في حق الريفيين . وبخصوص جمهورية الريف التي اسسها المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي اشار الكاتب ان الدولة الوليدة كان تلقى اعترافا من مجموعة من الدول وكانت تلقى تعاطفا حتى من بعض شرائح المجتمع الاسباني وان الدولة الاسبانية لم ترتكب المجازر في الريف فقط بل اتركبتها حتى في حق المؤيدين لجمهورية الريف ومناهضي الاستعمار من المجتمع الاسباني خصوصا من الاشتراكيين ، الفوضويين، الكتلانين الانفصالين و الباسكيين والتي كانت تتهمهم الحكومة الاسبانية بالخيانة. واشار اكاتب ايضا انه قبل بدء محمد بن عبد الكريم الخطابي للكفاح المسلح و المنظم عبر لاسبانيا على استعداده لوجود تعاون بين الريف واسبانيا باي شكل من الاشكال باستثناء الاحتلال ، مضيفا ان اسبانيا فضلت التفاوض مع سلطان المغرب الذي قال انه كان دمية في يد الفرنسسين ومواصلة المغامرة العسكرية التي كلفتها اللالاف من الجنود سنة 1921 بسبب عدم قدرة الجيش على مواجهة المقاوميين وانتظرت ست سنوات ومساعدة الجيش الفرنسي لانهاء ما اسماه بحلم جمهورية مستقلة في الريف.