أشادت فيدرالية السفارديم الأمريكية بحرارة بصاحب الجلالة الملك محمد السادس لجهوده من أجل “السلام والحوار بين الأديان”، معربة عن ارتياحها للعلاقات المغربية الأمريكية “الممتازة”. وأكد المتدخلون خلال حفل خيري نظم يوم الإثنين الماضي بنيويورك، في إطار “سفر ملحمي” لمدة سنة انطلق في أكتوبر الماضي، تحت الرعاية السامية لصاحب جلالة الملك محمد السادس، “2000 سنة من حياة اليهود في المغرب”، أنها “إشادة بجلالة الملك على مبادراته من أجل السلام والحوار بين الأديان، والنهوض بالتسامح”. وقد أبرزت هذه الأمسية التي أقيمت بنيويورك ، والتي استهلت بالنشيدين الوطنيين المغربي والأمريكي بنيويورك، وبالدعاء بالنصر والسؤدد لصاحب الجلالة، وبالترحم على روحي أب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس وجلالة المغفور له الحسن الثاني، وعلى روح المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير مولاي عبد الله، الدور الرئيسي الذي يضطلع به المغرب من أجل “السلام والمصالحة” في الشرق الأوسط. وقال السفير المتجول لجلالة الملك السيد سيرج بيرديغو، خلال افتتاح هذا الحفل ، إن المغرب “فاعل رئيسي” بمنطقة الشرق الأوسط، يعمل من أجل استئناف الحوار بين مختلف أطراف النزاع لما فيه مصلحة الشعبين الفسطيني والإسرائيلي، وكذا للاستجابة للحقوق المشروعة للفلسطينيين. وقال السفير، الذي تسلم شمعدانا بخمسة فروع، – كرمز للنجمة الخماسية التي تتوسط العلم الوطني- تعلوه فاكهة الرمان التي ترمز للأخوة والوحدة، عبارة عن هدية من فيدرالية السفارديم الأمريكية إلى صاحب الجلالة، “إننا نحتفي اليوم، بالمغرب، الأمة التي تشكل صلة وصل بين الشرق والغرب، والغنية بتنوعها وبتاريخها الذي يتجاوز آلاف السنين”. وأكد السيد برديغو أن “هذه المنطقة في حاجة، اليوم أكثر من أي وقت مضى، للمبادرات الشجاعة التي يقودها صانعو السلام، لتمكين هذه الشعوب من العيش معا، جنبا إلى جنب في سلام وأخوة وكرامة وأمن”، مبرزا العمل الدؤوب الذي يقوم به صاحب الجلالة لبناء عالم أفضل وتحقيق سلام شامل بالشرق الأوسط. وأضاف السفير المتجول لصاحب الجلالة، أن جلالة الملك على اقتناع بأن “الصراع بين ذرية إبراهيم ليس قدرا محتوما ، وأنه برغم الصعوبات الأخيرة، علينا المثابرة، بدون هوادة، من أجل سلام عادل يحمل السلم والأمن والكرامة لكل واحد بالأرض المقدسة”. من جهته، أعرب سفير الولاياتالمتحدة السابق بالمغرب السيد مارك جينسبيرغ، أن “المغرب لم يدخر جهدا، تحت القيادة الشجاعة والمتبصرة والحكيمة لملوكه، الذين يتقاسمون مع الولاياتالمتحدة هدفا مشتركا، وهو الأمن والانسجام بين الشعوب، للعمل من أجل هذا الهدف الأسمى والنبيل”. وذكر، بهذا الخصوص، بالرسالة التي وجهها جلالة الملك إلى مؤتمر إطلاق مشروع “علاء الدين”، الذي قال فيها جلالته أن الهولوكست (محرقة اليهود) هي بمثابة جرح يندرج ضمن أحد الفصول الأليمة من التاريخ العالمي . وأشار السيد جينسبيرغ، الذي أعرب عن اعتزازه لعمله بالمغرب، الذي كان أول بلد اعترف بالولاياتالمتحدة، والذي يتعلق به هو وأسرته “تعلقا متينا”، إلى الروابط الوثيقة والمتينة بين الشعبين والدولتين والتي لم تنقطع أبدا، منذ التوقيع على معاهدة الصداقة بينهما في فبراير 1778. وأضاف أن الولاياتالمتحدة والمغرب هما اليوم “متقاربان أكثر من أي وقت مضى”، لأنهما يتقاسمان “عددا من القضايا المشتركة”. وقال إنه بالنسبة للجالية اليهودية المغربية المقيمة بالولاياتالمتحدة، والتي جددت ولاءها للعرش العلوي ولصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ظل وفيا للنهج الذي رسمه جلالة المغفور لهما محمد الخامس وجلالة المغفور له الحسن الثاني، وما فتىء يحيط برعايته السامية جميع رعاياه، فإن هذه الروابط ازدادت متانة، مؤكدا أن الحاضرين الذين يمثلون المغرب بجميع مكوناته المسلمة واليهودية والعربية والأمازيغية يحتفون بالمملكة، أرض التسامح والتعايش السلمي بين الثقافة والدين. وذكر بيرديغو بأن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الوفي لهذه المبادئ، لم يفتأ يؤكد مسؤوليته الدينية والتاريخية والدستورية في حماية الأفراد، والحقوق والقيم المقدسة لرعاياه من الديانة اليهودية”. وقد شكل هذا الحفل الخيري، الذي تخللته وصلات موسيقية أداها عازف البيانو المغربي مروان بنعبد الله في قاعة زينت بالأعلام الوطنية، مناسبة ايضا لإطلاق عطر من إنتاج صانع العطور من أصل مغربي المعروف كارلوس بنايم، وأطلق عليه إسم “نور المغرب” كإشادة بجلالة الملك محمد السادس، وهو عطر صنعت منه حتى الآن نماذج محدودة (45 قارورة) . وتميزت هذه التظاهرة بحضور عدد من الشخصيات الدينية والسياسية والدبلوماسية والثقافية والإعلامية منها ممثل المغرب الدائم بالأمم المتحدة بنيويورك السيد محمد لوليشكي، والقنصل العام للمغرب بنيويورك السيد محمد كرمون، والسيدة واسان زلايشي ممثلة سفارة المغرب بواشنطن، والحاخام الأكبر بباريس دافيد ميساس، والحاخام رفاييل بنشيمول من تجمع اليهود السيفارديم بمانهاتن. ويذكر أنه من المتوقع تنظيم عدة لقاءات أخرى منها “2000 سنة من حياة اليهود بالمغرب” إلى جانب ندوات ومحاضرات وحفلات ورحلة لفائدة 50 شخصا لزيارة المدن والمواقع التراثية ولقاءات مع قيادات الطائفة اليهودية المغربية.