فصل المقال فيما بين التنسيق و الاصطفاف من انفصال -محاولة لتوضيح وجهة نظر مناضل كنفدرالي- تحية صمود و إكبار لجميع شرفاء الجسد التعليمي أينما كانت مواقعهم النضالية.. بداية ما أعبر عنه في هذه المداخلة هو رأي شخصي محض قد يتشاطره معي جزء هام من المناضلين الكونفدراليين و الكفاحيين بالإقليم. لقد ارتأيت أن لا أتدخل في الموضوع منذ بداية طرحه للنقاش عبر المنتديات و ذلك لسببين موضوعيين ألخصهما فيما يلي: 1- كنت أنتظر انتهاء مرحلة الاصطفافات و دخول مرحلة العقل و التعقل و القراءات الواعية البعيدة عن التشنجات للمواقف و الآراء، أما ما يظهر الآن من دعم أو اصطفاف لحظي لهذا الطرف أو ذاك فهو لا يخرج بالنسبة لي عن قالب عام تمر فيه عملية كبرى لتصفية حسابات و البحث عن مواقع قدم نضالية افتقدها بعض الأقوياء و يهفو إليها بعض الضعفاء. 2- انتظرت حتى أكون في حل تنظيمي من موقعي كمسؤول أول عن فرع النقابة الوطنية للتعليم ببلفاع ماسة و لكي لا يكون هناك خلط بين موقفي الشخصي و موقف الإطار الذي كنت ناطقا رسميا باسمه إلى حدود يوم الأحد 24 أكتوبر2010.. لقد كنت منتظرا الفرصة المواتية لإبداء رأيي في الموضوع و أظن أحد الإخوان المديرين أتاح لي هذه الفرصة مشكورا برده العاقل و الواضح على بيان الجمعية المنشور في أحد المنتديات،، و أقولها صراحة فقد أثلج رده المتزن صدري .. لأنه في الحقيقة الرد العاقل الوحيد الذي استمعت إليه في ظل حماسة السادة المديرين و اندفاعهم العاطفي في معركة أعطوها أكثر بكثير من حجمها الطبيعي. كما حاولت النيابة من جهتها الهروب إلى الأمام و شخصنة المشكل عوض طرحه على مائدة اللجنة الإقليمية المشتركة المكونة من النيابة و النقابات الأكثر تمثيلية التي تعتبر المكان الديموقراطي الوحيد لحل مشاكل جميع الفئات التعليمية بهدوء و اتزان بعيدا عن لغة الشارع لا من هذا الفريق أو ذاك، و هي الآلية القانونية التي تهربت منها النيابة و حاولت في البداية مدعومة بعناصر من المديرين الاستفراد بتلك الجمعية و إعطائها تمثيلية تفاوضية وهمية لم يتنتبه “حكماء” الجمعية في البداية أنها تمثيلية ملغومة كما عبرنا عنه في حينه لمناضلينا من المديرين، و النتيجة كانت نجاح النيابة في سحب البساط من تحت أرجل النقابات و تحييد ملفاتها المطلبية الخاصة بهيئة الإدارة التربوية و مشاكلها، و تناست النيابة كما تناست الجمعية أن المخول الوحيد باتخاذ القرارات في هذا الشأن و طرح الملفات المطلبية هي النقابات التعليمية التي يراد إضعافها و تعويض موقعها الريادي في قيادة النضالات التعليمية بموقع المتفرج الداعم المصطف خلف الجمعيات المهنية و المنتظر لإشاراتها التي قد تأتي هذه السنة لظروف يعلمها الجميع و تغيب العمر كله ولنا في التاريخ عبرة.. أما كثرة اللغط لا من هذا الطرف أو ذاك (النيابة و جمعية المديرين) فما ذاك إلا غثاء كغثاء السيل يذهب زبدا... و أنتم تعرفون أكثر مني إخوتي المديرين الذين سبقوني بسنوات في هذه النيابة أن المعارك الكرتونية سرعان ما تنتهي بانتهاء مسبباتها الذاتية و يعود حبل الود إلى سابق عصره بل و أكثر من ذلك ، فالتاريخ بنيابتنا يعيد نفسه و سترون كيف سيتبرأ البعض من البيانات النارية التي دبجوها حتى قبل أن يجف مدادها. في الجانب الآخر من المداخلات التي قاربت الموضوع، نعم هناك أزمة تسيير و أزمة تدبير خطيرة للموارد البشرية، و تراجعات عن التزامات كثيرة تعتبر النيابة مسؤولة عنها بكل تأكيد و لكن لمجموعة من الأطراف النقابية كذلك اليد الطولى فيها كما كان لهم طيلة سنوات مضت ، و هو ما نعيد التذكير به للموضوعية و للتاريخ.. وليس المجال الآن للتوضيح و التفصيل الممل في هذه النقط التي سيفصلها الإطار النقابي الذي أنتمي إليه في بياناته، أما مسألة التنسيق و الدعم التي أصبحت كلمات سحرية في قاموس نقاش الإخوة أعضاء الجمعية المحترمين، لدى و رفعا لكل لبس فلا بد أن أوضح للذين يروجون بأن الإخوة الكنفدراليين رفضوا الانخراط في معركة المديرين و دعمها بدون ذكر أسبابنا التي بنينا عليها هذا الموقف و هي كالتالي: 1- هناك فرق بين تنسيق المواقف و بين الاصطفاف فالأول تطبعه الندية و الإشراك و الثاني يغلبه التسرع العاطفي و التقاطعات الظرفية و الانفعالية و هو ما عبرت القواعد الكونفدرالية محليا على رفض الدخول فيه. 2- التنسيق يكون قبليا و هو الأساس، أي بوضع الملفات المطلبية الخاصة بهذه الفئة و التي تمت صياغتها في إطار الفروع النقابية على أن يتم تحيينها على ضوء مشاكل و مطالب جمعية المديرين بشتوكة أيت باها كتسهيل تنظيمي فقط باعتبار سهولة اتصالها بالمديرين، أما أن تلعب الجمعية الدور التفاوضي الكامل كنقابة ذات تمثيلية إلى أن تكتشف متأخرة أن الملف أكبر منها فتقوم باستدعاء النقابات لدعم ملفها المطلبي الذي كانت قد تسرعت و أصدرت بخصوصه آنذاك بيانا واضحا و خاضت فيه معركة نضالية دون استشارة هذه النقابات، و تطلب من هذه الأخيرة أن تسارع بدعم ملفها و الاصطفاف حوله فهذا هو قمة الضحك على الذقون و هو سحب واضح للبساط من تحت أرجل النقابات.. أساتذتنا الأعزاء مديري شتوكة أيت باها الذين نكن لكم كامل الاحترام و التقدير،أعيدوا النظر في استراتيجية عملكم النضالي و ادعموا استقلالية جمعيتكم و أرجعوا الاعتبار للعمل الكفاحي النقابي من خارج الجمعية فالعالم النضالي أوسع بكثير من محدودية النضالات الفئوية، فالعمل النقابي يقود و لا يقاد !!! آنذاك سيعرف من يكيل الاتهامات ذات اليمين و ذات اليسار حقيقة مواقف و مطالب القواعد الكونفدرالية بخصوص ملف الإدارة التربوية و هي بطبيعة الحال ذات سقف أعلى بكثير قد لا يسايرنا فيه حتى صقور الجمعية و بعض المصطفين اللحظيين حولها في هذه الأثناء، و نعدكم بتغيير نوعي و حاد في المعركة إن قبلتم أن تضعوا الحصان أمام العربة و ليس خلفها.. أما عن بيان الدخول المدرسي لفرع بلفاع ماسة للنقابة الوطنية للتعليم و الذي استنكر بعض المتحينين الفرص سبب تأخره ، فنطمئنهم أن سببه داخلي صرف و هو التأخير المرتبط بتوصيات قدمها مجلس الفرع المنعقد في بداية السنة الدراسية، و هي توصيات متعلقة أساسا بتأخير إصدار هذا البيان إلى حين تجديد هياكل الفرع المنتهية الولاية ، كما أن الفترة شهدت انكباب مناضلي الفرع في مختلف مواقعهم للتحضير للمحطة النضالية الداخلية المتمثلة في تجديد المكتب المسير و هو ما تم فعلا بنجاح كبير يوم الأحد الماضي. و المكتب الجديد هو المخول بإصدار هذا البيان الآن الذي لا أظنه سيتأخر لأنه حسب علمي فأعضاء المكتب الجدد منكبون على صياغته بناء على معطيات تقارير لجان المؤسسات المتوصل بها حول الدخول المدرسي و تقارير اللجان الذي عينت لمتابعة الشكايات و التظلمات التي توصل بها الفرع إلى حد الآن و لا يخفى عليكم ما تتطلبه عملية تفريغ المعطيات و صياغتها في تقرير تركيبي متكامل من وقت وجهد، و هذا تأخر غير جديد علينا بل ألفنا حصوله طيلة سنوات اشتغالنا بالفرع، لأن مكتب فرعنا لا يصوغ تقارير “الفاست فود” في المقاهي تحت الطلب بصيغ انفعالية ظرفية و لا يبني مواقفه بناء على انجرار عاطفي أو شعاراتي كما أننا لا نخضع في بياناتنا لضغوط اللحظة، وهي البيانات التي يشهد بموضوعيتها الأعداء قبل الأصدقاء، و مواقفنا المبدئية يعرفها الجميع كما يعرف أن اصطفافنا الوحيد لن يكون في الأول و الأخير إلا لمحاربة الفساد بكافة أشكاله و الوقوف ضد من تسول له نفسه المس بكرامة رجال التعليم بكافة فئاتهم كما أؤكد لكم أن ما تعانيه الإدارة التربوية في هذه اللحظة جزء حقيقي و مؤرق من معاناتنا..فلا يزايد علينا أحد في هذا الشأن.. كلمة لابد منها لرفع اللبس عن موقفي الشخصي من المعركة الذي لم يفهم من طرف بعض السادة المديرين و قادوا حملة ضد مواقفي و قاطعني حتى رفاق النضال منهم الشيء الذي حز كثيرا في نفسي و جعلني أفكر بترك الساحة النضالية بشكل نهائي و الركون إلى استراحة مستحقة: . الاختلاف مع جمعية المديرين باشتوكة أيت باها هو اختلاف قديم منذ تأسيس هذه الجمعية وطنيا و محليا و هو ليس وليد اللحظة كما يروج البعض، هذا الموقف لا علاقة له بالأشخاص و هو مرتبط أساسا بموقفي المبدئي و معي فئة عريضة من المناضلين الكنفدراليين و الكفاحيين، و هو الموقف المعادي لأي تفييئ للنضالات التعليمية و الجماهيرية. هذا من جهة أما من جهة أخرى على المستوى المحلي فإني أعاتب الجمعية طيلة السنوات الماضية على عدم استقلالية قراراتها لا عن النيابة و لا عن أحد الإطارات النقابية الذي نكن لمناضليه الشرفاء كل التقدير و الاحترام المستحقين، كما أعيب عليها و معي مجموعة من القواعد الكنفدرالية انجرارها السنة الماضية خلف معارك سياسوية ضيقة لأطراف استغلوا الجمعية لتصفية حساباتهم الانتخابية، كما نرجو من الجمعية إعادة النظر في شكل تعاملها مع النقابات باعتبارها المخول الوحيد و الأوحد لاتخاذ الخطوات النضالية لإرجاع الاعتبار للإدارة التربوية. كما أهمس بلطف في أذن من يرد علي من رفاق الدرب بأن الجمعية تبنت خطا كفاحيا في الفترة الأخيرة: الخط الكفاحي الذي تحدتثم عنه كان يقتضي عدم الاستقواء بالمؤسسات المخزنية، فهلا راجعتم هذا الموقف لطفا لحساسيته الكفاحية التاريخية فما بيننا و بين المخزن أكبر من أن تنسيه معاركنا القطاعية الظرفية.. كما أؤكد أن كل هذا الاختلاف التنظيمي و الفكري لا يفسد الود و الاحترام و التقدير الذي أكنه شخصيا للسادة المديرين سواء كانوا داخل الجمعية أو خارجها و اعترافي الدائم بالتضحيات الجسام التي يبذلونها و دفاعي المستميت عن حقوقهم و كرامتهم في محطات عديدة يشهد به الجميع، كما يجب أن يعرف من نصبوا المشانق لجلدي على صفحات بعض المنتديات باستعمال تعليقات و ردود خارجة عن اللياقة، بل وصلت مستويات من الشتم و الخسة لم أنتظرها ممن كان من المفروض فيهم التريث إلى حين الإطلاع على موقفي الشخصي و موقف الفرع الذي كنت أمثله و الذي سيصدر في بيان لاحق، قلت يجب أن يعرفوا أنني سأكون دائما كمناضل كونفدرالي أينما كان موقعي التنظيمي مجندا للدفاع عن القضايا العادلة للشغيلة التعليمية و لكن بالشروط النضالية التي أؤمن بها و من خلال معارك يساهم الكنفدراليون في بنائها و قيادتها و لا يقادوا إليها قسرا.. تقديري و احترامي لكل من سيساهم في هذا النقاش بهدوء و يعبر عن مواقفه بعيدا عن التشنج و الشخصنة.. - عبد المنعم الخيلية-