منذ 2010 وانا أقوم بتحقيقات اجتماعية في إطار برنامج مبعوث خاص، وزرت أغلب الجماعات القروية في الجبل وعشرات الدواوير النائية، لاحظت وعاينت أشياء كثيرة...جرائم كثيرة ترتكب في حق سكان الجبال في اقليمتارودانت، أبطال الاطلسين الصغير والكبير، اخطرها هو ما يرتكب في قطاع التعليم، وهو توجه يروم بقاء الأمر على ماهو عليه، يعني اخضاع الامازيغ الذين يسكنون الجبل لسياسة إنتاج الفقر وإعادة توزيعه، قتل الأمل والطموح وقطع كل إشكال الترقي والنمو المعرفي امام ابناء الفقراء، على اعتبار ان التعليم هو أداة شرط وحيدة لتغيير الأوضاع كيف ما كانت، وسيلة التوعية والانتقال من وضع الى آخر...سأقول ا ان نسبة 80% من أبناء الفقراء في الجبال لا يتجاوزون المرحلة الابتدائية في التمدرس... السبب هو ان الدولة تقوم ببناء اعداديات في مراكز بعيدة بدون داخليات لايواء التلاميذ ولتخفيف الوزارة عن مصاريفها يتم اللجوء انجاز دور للطلبة تساهم فيها عدة مؤسسات...ماذا يعني بناء اعدادية في الوسط القروي تستقبل تلاميذ من عدة جماعات بدون داخلية...هو الضحك على الذقون هو الطنز هو استحمار الناس واستغباءهم ...من اغرم إلى اسكاون إلى امولاس بامنتاكن الى تاكوكا الى تالمكانت ووصولا الى اميلمايس...آلاف التلاميذ/ات ينقطعون على حجرات الدروس بسبب عدم وجود داخليات او فضاءات الإيواء. ..وادعو الصحافيين والإعلاميين إلى اقتحام دور الطالب ذكور واناث في الجماعات الجبلية للوقوف على حجم الكوارث والمعاناة... مثلا بدار الطالب لجماعة تالمكانت تلميذات يفترشن الارض في شروط وظروف أقل ما يمكن القول أنها مهينة ومنحطة لكرامة الإنسان. ..جماعة تعرف تساقط الثلوج والبرد القاتل وتلميذات يفترشن الضس. ... في المقابل نجد في مدينة هوارة داخلية تستوعب 700 سرير، ماكاين باس كلنا مغاربة، ولكن ان يتم بناء داخلية أخرى بنفس المدينة ب 300 سرير. ...اسمحوا لي هاذ تامغربيت فيها نقاش... السؤال الحارق هو من المسؤول؟ هذا تحصيل حاصل ناتج عن مشكل في التخطيط...سألت عن خفايا هاذ سوء التوزيع والخلل في التخطيط...وجدنا ان مسؤولا سابقا في مصلحة التخطيط بنيابة تارودانت ينتمي إلى الحزب المعلوم في هوارة يتحكم فيه الفلاح والاقطاعي الكبير كما يتحكم في مفاتيح الضيعات التي استولى عليها ويبرمج له مايشاء خدمة لمصالحه السياسية، كانوا في السابق يتحكمون أيضا في المجلس الإقليمي. ...فبرمجة المشاريع هو السكة الحديدية الوحيدة للولاء والاخضاع من أجل التحكم والسيطرة على العباد وتوريث المناصب والمقاعد....والأخطر من ذلك هو ان هذا المخطط الحزبي يريد التربع على كرسي الاكاديمية... على اي ...المسؤولية مشتركة وعلى الجميع تحملها واقتراح حلول ناجعة والقطع مع المنطق الخيري والاحساني. ...فامازيغ الجبال لا يطلبون صدقة من أحد. ...القضية هي قضية حقوق... سألت تلميذة في الثانية اعدادي بامولاس تقطع يوميا ما يقارب 10 كلم ذهابا وايابا على ترانزيت ...سألتها عن معدلها في الموسم الدراسي الماضي اجابت 18.... دمعت....والدمع إنسان. إعلامي بقناة "تمازيغت"