احتشد العشرات من آباء وأولياء التلاميذ أمام النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية باشتوكة آيت باها، في وقفة احتجاجية لدق ناقوس الخطر حول "الصمت المُريب للسلطات التربوية إزاء الوضعية الشاذة التي تعيشها مؤسسات تعليمية بكل من جماعتي آيت ميلك وبلفاع، سمتها انقطاع التلاميذ عن الدراسة لنحو شهرين"، كشكل نضالي للتنبيه إلى "رفض ضم المستويات الدراسية، والنقص الحاد في الموارد البشرية، مما يفوِّت على التلاميذ فرص التحصيل الدراسي في ظروف مواتية". وكان الآباء، مرفوقين بأبنائهم، في وقفة اليوم، مؤازرين من هيآت المجتمع المدني وجمعية الشبيبة المدرسية باشتوكة، رفعوا شعارات تشجب الحالة التي آلت إليها منظومة التربية والتكوين بالوسط القروي والمناطق النائية، منددين ب"شاغلي مناصب المسؤولية التربوية" الذين "يتصرفون في مصير الآلاف من التلاميذ بكثير من المزاجية"، مثيرين إشكالية النقص في أطر هيأة التدريس بعدة مؤسسات، بشكل يقض مضجعهم ويزيد من معاناتهم. محمد، أب تلميذ من منطقة آيت الرامي،صرح على هامش الوقفة الاحتجاجية، بأن الوضع التعليمي بوحدتهم المدرسية غير مُطاق، كاشفا أن إسناد تدريس ما يزيد عن 60 تلميذا بست مستويات ابتدائية لمدرس واحد "أمر مرفوض، ولن يزيد إلا في ترسيخ الجهل والأمية في صفوف فلذات أكبادنا". وتساءل المتحدث: "كيف يمكن لأستاذ واحد أن يضمن تلقين التعلمات لست مستويات تعليمية يُشرف على تدريسها دفعة واحدة؟". ومن جانبه قال الحسين أزوكاغ، رئيس الجماعة القروية لبلفاع، والذي حضر لمؤازرة الآباء في شكلهم النضالي، إن "قطاع التعليم باشتوكة آيت باها يعيش أوضاعا مزرية، لم يعد الآباء قادرين على تحملها"، مطالبا المسؤولين ب"التعقل" واستحضار مصلحة البلاد، باعتبار التعليم حقا دستوريا ورافعة للتنمية الشاملة. وأضاف المتحدث أن "المعركة سيتم إيصالها إلى قبة البرلمان، وإلى مداولات المجلس الإقليمي، وإلى كافة المسؤولين، لما لانقطاع التلاميذ عن دراستهم من عواقب على مسيرتهم الدراسية". أمينة، تلميذة بالمستوى السادس ابتدائي بفرعية "ترايست"، ببلفاع، وببراءة طفلة قالت إن فهم الدروس في ظل ضم المستويات الستة أصبح مستعصيا، موردة أن أستاذة كانت قد حلت بالوحدة المدرسية قبل أن يتفاجؤوا باختفائها، وطالبت تعزيز المؤسسة بالأطر التربوية الكافية. "حتى حنا عندنا الحق نقراو، وما بقيناش تانفهمو والوا في القسم فيه 6 د لمستويات"، تورد التلميذة، وعلامات الحسرة بادية على وجهها.