لقي صانع ومرمم أسنان مصرعه، يوم الثلاثاء ، إثر تلقيه طعنات قاتلة من زبون، كانت كافية لإزهاق روحه، وذلك ب "باب تازة" نواحي مدينة شفشاون، وقد انتقلت السلطات الأمنية إلى مكان الحادث، حيث جرى فتح تحقيق في أسباب ودوافع الجريمة، كما تم اعتقال الواقف وراءها، الذي يجري البحث معه تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وفق ما أوردته جريدة " هسبريس ". وقال أصدقاء المُفارق للحياة، الذين زاروا بيت أسرته ، في إفاداتهم لهسبريس، إن أسباب الحادث تعود لرفض الضحية اقتلاع ضرس للزبون، استجابة لقرار منع استعمال مخدر "البنج" من طرف صانعي الأسنان، غير أن الزبون لم يستسغ الأمر، وهو الذي داوم لسنوات على قصد الصانع ذاته، ولم يتمالك نفسه من شدة الألم، فاستل سكينا ووجه طعنات إلى الضحية، ليرديه قتيلا. وأدانت الجمعية الوطنية لمرممي وصانعي ومركبي الأسنان بالمغرب الحادث، واصفة إياه ب "الفعل الشنيع"، وحمّل بيان صادر عن الجمعية، تتوفر عليه هسبريس، المسؤولية في الحادث إلى رئيس الحكومة وأطباء الأسنان، الواقفين وراء صدور القانون رقم 14/25، وأضاف البيان أن الضحية دفع ثمن الالتزام بالقانون، فترك وراءه أسرة بدون مُعيل، وهو الذي ظل يقوم بهذه العملية منذ سنين في غياب أي طبيب أسنان عام أو خاص بالمنطقة. جمعية الحمامة البيضاء لصانعي ومرممي ومركبي الأسنان بولاية تطوان قالت في بيان لها، إن الواقعة الأليمة هي رسالة إلى هيأة أطباء الأسنان التي "جرّت هذه المهنة إلى ما لا يُحمد عُقباه"، وساءلت الجمعية في بيانها وزير الصحة حول توفير الخدمات الصحية بالمناطق النائية، ذلك أنه "بين تطوان والحسيمة أزيد من 250 كيلومترا، لا يوجد طبيب أسنان مختص، فعلى الجهات المعنية الوعي بأهمية تقنين هذه المهنة لعدم تكرار ما وقع، وإلا ستكون مساهمة في مثل هذه الجريمة النكراء"، بتعبير البيان ذاته.