اختتمت فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان تيفاوين ،الذي امتد على مدى اربعة ايام بمدينة تفراوت، مساء الاحد التاسع من غشت 2015 بسهرة فنية كبرى ،احياها مجموعة من الفنانين امثال الفنان سعيد موسكير و مجموعة اودادن ،تودرت ، امغران.وسط حضور جماهيري غفير تجاوب مع ايقاعات الموسيقى و خالقا جوا من البهجة في مدينة تفراوت الدافئة. وتميزت السهرة بتوزيع الجوائز على الصحفيين الفائزين بجائزة اوشاكور للصحافة، و الذين ساهموا في التعريف بالمنطقة و مميزاتها من خلال منابرهم الاعلامية المختلفة. دورة هذه السنة ،عرفت تكريم مجموعة من الاعلام التي لعبت دورا محوريا في منطقة سوس ،و تفراوت بصفة خاصة : كالمختار السوسي حيث عقدت ندوة علمية بعنوان "دور و جهود العلامة المختار السوسي في كتابة تاريخ بادية سوس " و حسب المنظمين فهذه الندوة كانت احتفاءا بما خلفه العلامة محمد المختار السوسي حول بادية سوس من تراث مكتوب مهم سلط عليه مهرجان تيفاوين الاضواء، و ذلك في تناغم مع الاحتفاء بالكتاب و المخطوط الامازيغي من خلال مفاجاة اكبر كتاب تذكاري " ميكا ادليس " اعترافا من مهرجان تيفاوين بجميل المختار السوسي في كتابة تاريخ سوس .وهدفت الندوة كذلك الى خلق فضاء للتواصل بين النخب الفكرية و الاكاديمية ، و الفعاليات الجمعوية و الباحثين و دارسي جل انواع التراث امثال : الاستاذ احمد بومزكو،علي انشاد ،ابراهيم اعراب. كماعمل منظمو المهرجان على تكريم الفنان الراحل عموري مبارك و ذلك في اطار فعاليات الدورة الخامسة للجامعة القروية. و هذه الدورة - حسب المنظمين- هي التفاتة تكريمية ثقافية، وفكرية لأيقونة الموسيقى و الاغنية الامازيغيتين الفنان عموري مبارك الذي رحل هذه السنة بعد مسار فني موسيقي متميز على مدى عقود . حيث تميزت الدورة بمجموعة من الشهادات في حق الفنان الفنان الراحل من خلال مناقشة موضوع الاغنية و الموسيقى الامازيغيتين مسار التحديث و افق التطوير : نموذج الفنان عموري مبارك .و عرض شريط وثائقي لاول مرة حول مجموعة "اوسمان" بعنوان اوسمان علامة في الموسيقى الامازيغية الحديثة . في نفس السياق سجل المهرجان حرصه على تكريم أسماء أخرى شكلت علامات بارزة في الإنتاج الثقافي، والفني المغربي الأمازيغي، كما هو الشأن بالنسبة للصحفي الراحل ادريس اوشاكور الذي عمل منظموا تيفاوين على تخصيص جائزة للصحافة في نسختها الثالثة تحمل اسمه، اعترافا بما قدمه لتفراوت من خدمات . و قد توج مجموعة من الاعلاميين بهذه الجائزة خلال السهرة الختامية. و كرم المهرجان كذلك في هذه الدورة مخترع الة العزف التلاثية " اغاوسا " لحسن اوسالم و المرشد السياحي ابراهيم النجاح. وللبقاء في تيمة القروانية التي تميز مهرجان تيفاوين منذ دورته الاولى اقيم معرض للمنتوجات الفلاحية و التراثية " قرية تيفاوين" بشراكة مع الشبكة الاقليمية للاقتصاد الاجتماعي التضامني بتزنيت الذي امتد طيلة ايام المهرجان ،و الذي عرف حركة منقطعة النظير مثيرا فضول الزوار للتعرف عن كثب على ما تزخر به منطقة تفراوت من خيرات. و فيما يخص مسابقة اولمبياد تيفيناغ في دورتها العاشرة و السادسة وطنيا ،فقد اسدل الستار عليها بتتويج عدد من التلاميذ المتفوقين في الاملاء باللغة الامازيغية . هذه المسابقة تعد محطة سنوية لتقييم سيرورة تصميم تدريس اللغة الامازيغية ، حيث اضحت اولمبياد تيفيناغ التي تنظم بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية و اكاديمية سوس ماسة درعة للتربية و التكوين مع مرور الدورات تظاهرة تربوية وطنية كبيرة يشارك فيها التلاميذ المؤهلون بحضور اساتذة اللغة الامازيغية و منسقيها بالنيابات ،و العديد من المهتمين و الفعاليات التربوية و اعضاء جمعية تيفاوين . في ذات السياق عقدت ندوة وطنية بعنوان : أي افق لتعميم تدريس اللغة الامازيغية بعد الدسترة و تقرير المجلس الاعلى للتعليم. و كما دأب منظمو مهرجان تيفاوين في كل دورة منذ سنة 2008 فقد بادروا هذه السنة كذلك الى تنظيم الزواج الجماعي الذي اعتبروه مبادرة اجتماعية، لها ابعاد اجتماعية تهدف الى تشجيع شباب منطقة تفراوت على الزواج ويحتفي من خلالها اهل تفراوت بالعرسان في جو من البهجة وتقاليد العرس القروي التفراوتي . و استفاد المنخرطون من منحة قدرها عشرة الاف سنتيم دون احتساب مصاريف العدول كدعم مالي من الشريك الاجتماعي للمهرجان. و تخلل كل فقرات المهرجان انشطة فنية موازية كفرق " احواش " في مجموعة من ساحات مدينة تفراوت و عروض تاغزوت "التبوريضة" عرض افلام امازيغية من انتاج جمعية مهرجان اسني وورغ للفيلم الامازيغي، و رسم الفنان غيلان للوحة تشكيلية تجسد اهم محطات مهرجان تيفاوين خلال عشر سنوات. جدير بالذكر ان مهرجان تيفاوين عرف هذه السنة حضورا جماهيريا كبيرا ، يكاد يفوق الطاقة الاستيعابية للمدينة و سهرتين فنيتين كانت الاولى مساء السبت من احياء ثلة من الفنانين كالفنانة فاطمة تبعمرانت ، ازنزارن اكوت عبد الهادي ، الفنانة سعيدة شرف ، مجموعة امدوكال و السهرة الختامية الكبرى السالفة الذكر. كما ساهم المهرجان الى حد كبير في التنمية الاقتصادية للمنطقة على مر الدورات من خلال الرواج التجاري المهم الذي تعرفه المنطقة خلال ايام المهرجان ...حسب تصريح السيد الحسين الاحسيني رئيس جمعية " تيفاوين" و حسب بعض الشهادات للساكنة و التجار .