بقدر ما سيتذكر ركاب الرحلة AT665 دقائق الرعب التي عاشوها، وهم على متن طائرة البوينغ 737-800 التابعة للخطوط الملكية المغربية، سيتذكرون أيضا بطلا اسمه محمد حميد الغول، وهو ربان الطائرة الذي أنقذ الجميع من كارثة محتملة. التفاصيل على لسان الربان نفسه. الساعة تشير إلى العاشرة والنصف، الطائرة التي أقلعت من مطار أورلي بباريس تحلق في الأجواء الإسبانية، إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان. يستعيد الربان حميد الغول، في حديث مع Le360، شريط ما وقع مساء يوم أمس على متن الرحلة رقم AT665 القادمة من باريس والمتوجهة إلى أكادير. “كانت الطائرة تحلق، إلى أن أشارت مؤشرات القيادة إلى نقص في الضغط، وهو ما يعني نقصا في الأوكسجين، وبالتالي اختناق الركاب". ويستفيض محمد حميد الغول في شرحه لما حدث بالضبط : "تعلمون أن الطائرة تكون عادة مملوءة بالهواء كالبالونة، وذلك بغية رفع الضغط وإتاحة الأوكسيجين للربان ومساعده في مخدع القيادة و لباقي الركاب"، فجأة، يضيف الربان، تعطل الحاسوب الذي كان يؤشر للضغط المناسب للتنفس داخل الطائرة، فما كان من حل سوى التقليل من ارتفاع الطائرة تدريجيا. ولأن ما حدث قد يخلف موجة من الذعر، لدى الركاب البالغ عددهم 110، فقد كانت مهمة طاقم الطائرة الأولى هي تهدئتهم. "فهمنا أن ما ينبغي علينا فعله، هو التواصل مع الركاب، وشرح ما حدث لهم، واحتواء ذعرهم، خصوصا أن أقنعة التنفس كانت تضخ أكسجينا كيميائيا ذو رائحة قد تحدث تساؤلات في صفوف الركاب"، يؤكد حميد الغول، قبل أن يوضح : "الأمر استغرق 9 دقائق، فبدأت المهمة الأصعب، وهي الطيران في علو قليل إلى حدود مطار محمد الخامس، حيث أعلمنا مصلحة المراقبة بما حدث". ولعل أصعب شيء واجه الربان محمد حميد الغول، أنه "في ذلك الارتفاع القليل، توجد طائرات أخرى تحلق، ما يرفع تحديا آخر، يكمن في تفادي أي اصطدام محتمل، وهو ما جعلني أطلب إخلاء الرواق إلى حين الهبوط".