تعتبر المرأة على ممر العصور حجر الزاوية داخل الأسرة،لما تمثله من دورفاعل في استمرار البشرية وتعاقب أجيالها،وإذا كانت المرأة في الجاهلية الأولى ،ورغم هذا الدور مهمشة، لاتراعى لها حرمة ولاتنال أي اعتبار، بحيث وصل الأمر إلى وأدها وهي ما تزل صغيرة مخافة العار، فقد عزز الاسلام مكانتها وحفظ لها حقوقها كاملة غير منقوصة. وتزامنا مع تطور المجتمعات،واضطرار المرأة إلى الخروج إلى معترك الحياة إما عاملة أو متسوقة أو لقضاء مآرب شتى ، فقد باتت المرأة والوضعية هاته، معرضة للكثير من الإكراهات، والتي قد تتنافى وطبيعتها الأنثوية ،مثل التحرشات اللاأخلاقية والعنف وهلم جرا.ولعل هذا ما لم تقبله المرأة بطبيعة الحال ، ومن هنا بدأ الاحتجاج والتصدي لكل أشكال الظلم. جدير بالتذكير أنه خلال سنة 1857 خرجت آلاف النسوة للاحتجاج على ما تعيشه من ظروف لا إنسانية، نفس الخرجة أعادتها يوم الثامن من مارس 1908 ما دفع المسؤولين إلى الالتفات لمشكل المرأة العاملة ومن ثم بدأ الاحتفال باليوم العالمي للمرأة كل ثامن مارس. وتخليذا لهذه الذكرى، وعرفانا منها بدور المرأة السوسية في مختلف المجالات العلمية والفنية والإعلامية والأدبية والسياسية، أبت إداعة راديو سوس تحت إشراف الزميلة سعيدة العلوي إلا أن تحتفي بها في يومها العالمي ، وتكرم وجوها نسوية بالمنطقة من خلال برنامج أذاعته عبر أمواجها بتاريخ 05/03/2015 في اُمسية خاصة، وكان له وقع في نفوس النساء بشكل عام على مستوى منطقة سوس، وفي نفوس كل الغيورين على واقع المرأة الأم ، والمرأة الزوجة ، والأخت والصديقة .. احتفاء راديو بلوس بالمرأة السوسية لم يكن وليد صدفة، بل لما باتت تزخر به هذه الإداعة من طاقات نسوية شابة أعطت الكثير لمجال الصحافة، وأبانت عن مهنية عالية تضاهي مهنية زملائها الذكور، دون نواقص تذكر. راديو بلوس في احتفالها باليوم العالمي للمرأة اختارت وجوها نسائية سوسية معروفة بدورها الفعال في مختلف الميادين، كما عرف الاحتفاء توزيع شواهد تقديرية تثمينا وعرفانا لها ،فكانت فاطمة الزهراء اخرضيض سيدة الأعمال ومسيرة شركة للمحروقات وتاجرة واحدة تمن الوجوه المحتفى بها إلى جانب كل من زينب الاسود بطلة المغرب في رياضة الكراطي فئة الشابات عن فريق اولمبيك الدشيرة، وريم هنون بطلة المغرب في الكراطي فئة الكبيرات بنادي اولمبيك الدشيرة ،والاستاذة اجو ارجدال قائدة بالكشفية الحسنية المغربية ومستشارة جماعية بأكادير عن حزب الاتحاد الاشتراكي ومشرفة بمركز التوثيق والاعلام المتنبي، والضابطة فاطمة بومور رئيسة فرقة المرور بولاية أمن أكادير . فهل ستجعل إداعة راديو بلوس احتفالها تقليدا تدأب عليه كل ثامن مارس، وهل ستحاكيها في ذلك هيئات صحافية إذاعية أخرى، سؤال ستجيب عنه قابل الايام.