بعد أيام قليلة فقط دعا والي جهة سوس ماسة درعة إلى إجتماع موسع حضره أمنيون ومهنيون في عدد من القطاعات الهدف كان طبعا التحسيس من جديد بالبعد الأمني خصوصا بعد تسرب معلومات إستخباراتية تفيد بوجود تهديدات إرهابية للمغرب. إجتماع الولاية كان فرصة للنقاش وإبداء الأفكار ووضع برنامج عمل مع مختلف القطاعات قصد الإشراك الفعلي للمواطن في التصدي للإرهاب والتطرف. لكن ما وقع يوم السبت بمطار المسيرة الدولي بأكادير كشف بالملموس فشل المسؤولين الأمنيين في أول إمتحان أمني مما يستدعي من الجهات المسؤولة معاقبة المتورطين في هذا التهاون المهني والذي نتج عنه نجاح شاب قيل أنه مختل “عقليا” في الثلاثين من عمره على التسلل إلى وسط مطار المسيرة بأكادير ليلة السبت، كما تمكن من الولوج إلى طائرة تابعة لشركة “جيت إير فلاي” الفرنسية كانت راسية بالمطار في انتظار إقلاعها نحو مطار باريس الدولي. مصادر عليمة شككت في رواية الأمن بخصوص أن الشاب المتسلل يعاني إضطراب نفسي وذلك عبر نجاحه في تجاوز كل الحواجز الأمنية دون أن ترمقه أعين رجال الأمن أو كاميرات المراقبة وهوما يطرح علامات الإستفهام حول المرض العقلي للشباب ومايزيد إحتمالات أن الشاب الموقوف كان ينوي ” الحريك” إلى إحدى الدول الأوروبية في إعتقاده أن الطائرة متلها متل حافلة للنقل العمومي وهو الإعتقاد الذي يصب في فكرة أساسية هو أن هذا الشاب قد ينحدر من القرى، ثانيا هو أن الرواية الأمنية تقول شاب مختل عقليا لكن بالمقابل فقد تم الإستماع له من طرف الأمنيين. إن وصف الشاب مقتحم الطائرة الفرنسية بالمختل عقليا قد يزيد من توريط أجهزتنا الأمنية إعتبارا أن شركائنا الأوروبيين في تحليلهم النفسي لمثل هذا الخطأ يؤكدون في نهاية المطاف على أسوء الإحتمالات الممكن حدوثها لأن المختل لن يطالب بفدية وليس تابع لجماعة إرهابية وليس له أهذاف معينة يريد الحصول عليها. مصادر قالت أن شاب صعد للطائرة كما يصعد للحافلة ، أخد مقعده ينتظر أن تملأ وتنطلق إلى وجهتها، لكن أحد التقنيين في مطار أكادير مكلف بالصيانة هو من شاهد الشاب يصعد للطائرة ليبلغ عنه وبعدها إمتلأ المطار بالمسؤولين الأمنيين والسلطات الإقليمية على مستوى عمالة إنزكان، حيث انتقل إلى عين المكان عامل عمالة إنزكان أيت ملول حميد الشنوري والقائد الجهوي للدرك الملكي للوقوف على الملابسات الحقيقة وراء هذا الحادث الخطير. وقالت نفس المصادر أن عامل إنزكان أيت ملول عقد إجتماعا طارئ مع عدد من المسؤولين الأمنيين لبحث تداعيات تسلل شاب للطائرة . لكن الإجتماع حمل لغة التوبيخ فقط دون إتخادات إجراءات زجرية في حق كل المسؤولين المتورطين في هذه الفضيحة الأمنية، والجريدة ستتابع هذا الموضوع متى توفرت لديها معلومات جديدة.