الطفل “عمر زيدان”،اسم لن يعني شيئا لكم؛كان من الأجدر أن يعني كل شيء لأبيه و أمه،و هو ما لم يكن. ربما تقرأون هذه الأسطر القليلة التي تحكي جانبا من قصة “عمر زيدان”،الطفل الذي لا يعني شيئا لأبيه و أمه،فبالأحرى لكم.ثم تنصرفون الى عشاءكم،تربتون على رؤوس أطفالكم قبل النوم،تقبلون جباههم و تتمنون لهم نوما مليئا بأحلى الأحلام…فأطفالكم لا يحملون اسم “عمر زيدان”..و هو لم يكن يتناول عشاءه رفقة الأم و الأب،و لم يقبل هؤلاء جبهته قبل النوم أبدا….فهو مجرد “عمر زيدان”الطفل الذي لا يعني لأحد شيئا. …”عمر زيدان” واحد من ضحايا “دار الرعاية الاجتماعية بالحي الحسني”،و كان من المفروض و هو في هذه المؤسسة؛ان يتعلم،يدرس،…الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا…و لكن لأنه “عمر زيدان”،فسرقة مستقبله الدراسي و الاجتماعي لا تعني شيئا لأحد،كيف و هو الذي لا يعني أي شيئ لأي كان؟ و هو لم يتجاوز سنه العاشرة،و بحجة “اعادة تأهيله”،تم نقله الى “مركز حماية الطفولة بابن سليمان”.قضى ما يقرب من سنة بهذا المركز،و لا أحد يدري ماذا وقع،سوى…”عمر زيدان”الذي حمل سره معه و فر خارج أسوار المركز. عاد راجلا،هو الذي لم يتجاوز سنه الحادية عشرة؛عاد قاطعا المسافة بين ابن سليمان و الدارالبيضاء،مشيا على الأقدام…هناك حيث رفاقه من “دار الرعاية الاجتماعية بالحي الحسني”،هناك؛فضل التسول في شوارع الأزقة عوض العودة الى “مركز ابن اسليمان”. قبل أشهر،التقته الناشطة الاجتماعية “س.أ”،بعدما سمعت قصته من ألسنة رفاقه؛و لأول مرة،ربما/بدأ “عمر زيدان”يعني شيءا لأحد. الناشطة حملت قصته لمجموعة من الاطارات الاجتماعية بما فيها مؤسسة “بيتي للأطفال في وضعية صعبة”؛ثم حملتها الى مؤسسة “سامي”،التي تكفلت به في انتظار أن يعرض ملفه على وكيل الملك ليقرر وضعه في مؤسسة ما. لم تنته قصة عمر زيدان،بعد أيام سيقرر هو نفسه الفرار؛دون أن يبوح بالسبب،ثم سيعود بفضل الناشطة الاجتماعية الى “سامي”؛هاته الأخيرة ستقرر عرضه على وكيل الملك مباشرة،حيث سيقرر وضعه في احد مراكز حماية الطفولة بمراكش”…….لكن القصة ستتكرر بعد أيام،لنبلغ بأن “عمر زيدان فر من جديد”……. اليوم،”عمر زيدان”لا يعرف أحد أين هو،وهو الطفل الذي لم يتجاوز سنه الثانية عشرة،..الجميع يعرف الأخطار المحدقة ب “عمر زيدان” في مراكش، هذه صورته أمامكم….هو ليس ابنكم،و ربما لا يعني لكم شيءا…..لكن رجاءا،انشروا صورته و عرفوا بقضيته…..يحتاج “عمر زيدان” الى مروؤتكم،و شهامتكم ليكتشف من جديد أنه يعني الكثير للبعض،..قبل أن يضيع في هذا الزحام….قبل أن تنهشه الذئاب. كما نرجو ممن شاهد أو لديه أي خبر عن هذا الطفل المختفي أن يتصل بأقرب مركز للشرطة، وتناشد كل من لديه أية معلومة تفيد في الوصول إليه أن يقدمها للشرطة.