اختار اتحاد المجموعات الغنائية بمدينة إنزكان بتنسيق مع اتحاد كسيمة مسكينة للتنمية والتراث بإنزكان أن يخلد بطريقة خاصة ومتميزة الذكرى الثامنة والثلاثين للمسيرة الخضراء من خلال جلسة حميمية بنفس إبداعي نظمت بدار الشباب المختار السوسي بإنزكان يوم السبت 09 نونبر 2013 ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال تحت شعار: "المسيرة الخضراء ذاكرة فنان"، وذلك بحضور ثلة من الفنانين والمبدعين الأمازيغيين إضافة إلى عدد من الأساتذة والمهتمين وشخصيات مدينة إنزكان التي عاشت ملحمة المسيرة الخضراء. وقد افتتحت الجلسة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، والنشيد الوطني، وبكلمتين للهيئتين المنظمتين تضمنتا رسائل ترحيبية عميقة وإشارات لسياق ودواعي تنظيم النشاط إضافة إلى شذرات تاريخية عن الحدث الاستثنائي الذي شكل صفحة مشرقة في التاريخ المعاصر للمغرب، تلاهما عرض لشريط توليفي لنماذج من الصور الوثائقية التي تؤرخ بصريا للملحمة على إيقاع موسيقي غنائي حضرت فيه رائعة "نداء الحسن: صوت الحسن إينادي بلسانك يا صحراء" ورائعة مجموعة لقدام " أميد لاركوك ميد إيورارن ن وملال": وفُتِح المجال بعد ذلك لاستنطاق الذاكرات الحية في جولة نوستالجية استحضر فيها الحاضرون الكثير من تفاصيل معاينة ومعايشة الحدث سواء منهم الذين عاشوه بكهولتهم ووعيهم الراشد وبمشاعرهم الجياشة وعواطفهم الفياضة أو الذين عاشوه بشغبهم الطفولي البريء وانبهارهم الأسطوري، وكانت اللوحة المؤثرة تأثيرها البليغ واللافتة للانتباه والمثيرة للأحاسيس والمشاعر في هذا الملتقى العائلي تلك التي حاك عناصرها الفنية ووضع لمساتها الجمالية المبدعون الفطريون من رواد مدرسة لقدام وتازنزارت من خلال تلك اللقطات الحميمية التي تلاقيهم وذلك التواصل الرحمي الذي يجمعهم وذلك العناق الحار المتبادل بينهم وتلك القبلات الساخنة أو بالأحرى ذلك التقبيل فوق الرؤوس وعلى الأيادي في مشهد صوفي كأنه الحضرة في لقاء الشيخ والمريد وذلك السيل من الصفاء والود والتقدير والاحترام المتبادل والكلام الطيب، لوحة تسترجع قيما رائعة تكاد تندثر في هذا الزمن.