بلباس البحر، خرجت ثلاث فتيات في العشرينيات من عمرهن من تحت صخرة إيموران بأكادير، أجسادهن تقطر ماء عمرهن، ترتفع ضحكاتهن فيما قوبلن بسخرية بعض الشبان، “مبروك العريس بقا ليكوم غير العدول”. لم يكن التعليق جزافيا، فالمناسبة “موسم إيموران الذي يجلب العرسان للفتيات الباحثات عن الزواج والإحصان” حسب الثقافة الشعبية السائدة بين ساكنة المنطقة، الذي اختتم يوم أول أمس الأحد، آخر أيام الموسم الذي تحول إلى مهرجان وتنظمه جمعية مهرجان إيموران، وآخر فرصة للفوز بفارس الأحلام بعد التعرض للموجات. مهرجان إيموران… في نسخته الخامسة احتضنه شاطئ الجماعة القروية لأورير تحت شعار ” إيموران ذاكرة وتنمية “، حقق رواجا اقتصاديا بعد أن حج إليه التجار بكثرة وعرف إقبال سكان المناطق المجاورة لتحقيق رغبتهم في التسوق وزيارة الصخرة والاستمتاع بالسهرات، لكن الأسطورة هي المحرك الأهم للمهرجان ” الموسم” الذي يعتبر امتدادا لموسم ” الموكار” إيموران التاريخي، الذي تحتفل به قبائل إداوتنان منذ أزيد من 5 قرون. هو موعد سنوي تحج إليه مجموعة من الراغبات في الزواج، للسباحة تحت صخرة إيموران المنتصبة في عمق البحر بحوالي 50 متر، والبعيدة عن أكادير بحوالي 13 كلم، يختفين تحتها بلباسهن ليتلقفن سبع موجات ويرمين سبع حصوات هي حصة كل عازبة تحلم بفارس أحلام طال انتظاره، وتمني النفس بدخولها القفص الذهبي قبل مرور سنة. إيموران…كل شئ يوحي بالجمال الصخر والبحر والرمل…و” كلها يلغي بلغاه” فتيات صغيرات في أجمل حلة قدمن للصخرة للبحث عن عريس، بعيون مترقبة افترشن الصخر ينتظرن تقرب أحدهم، فيما وقف بعض الشباب يراقبن عن بعد. هو اعتقاد راسخ في ذاكرة ساكنة المنطقة، وأحد طقوسها لنسج علاقات بين البنات والذكور بهدف الزواج، على إيقاعات فرق موسيقية محلية كأحواش، حاحا، إيداوتنان، أورير والتبوريدة. حسب بعض المصادر وشيوخ المنطقة، فصخرة إيموران كانت في الأصل قلعة استغلها المستعمر البرتغالي لقصف الساكنة بمدافع لا زال أحدها أسفل الصخرة. وتتعدد التأويلات والقصص حول أصلها منها أن ساكنة المنطقة كانت تجند شخصا لمقاتلة أحد القادة البرتغاليين، وفي كل مرة كان المجند يخر صريعا بأكادير أوفلا، إلى أن أحضروا شخصا مسنا من تارودانت صحب معه حصانا وقصبة واستطاع التغلب على القائد وجز رأسه. المهرجان لم يقتصر على التبوريدة فقد عرف تنظيم صبحية للأطفال، أنشطة ثقافية، معارض، سباق الجمال الذي تشتهر به المنطقة…ويسعى المنظمون دائما إلى المطالبة بجعل المنطقة ثراتا وطنيا.