الحمد لله وحده والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وبعد: بينما كنت في عيادة لطب العيون وفي قاعة الانتظار،لم اجد ادنى مشقة لاستخلص مدى أهمية حاسة البصر في حياتنا ومدى حاجتنا إليها في الدين والدنيا ، ولم اشك في أن عشرات من الزائرين بجانبي همهم الوحيد هوا المحافظة على هذه النعمة بمعالجة ما يعتريها من الضعف والخلل ليتكمنوا من الاستفادة منها وتوظيفها كما هو مطلوب . استوقفني هذا المشهد وشكرت الله على هذه النعمة الله ورددت في نفسي: الحمد لله الذي عافاني في ما ابتلى به غيري وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا . وتذكرت قول الله تعالى:(والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) . فبهذه الحاسة نتعلم الكثير حين نشاهد ونتأمل ، وبها ندخل الجنة حتى .فلابد ان نشكر الله عز وجل عليها برعايتها وحفظها ثم بتوظفها في عبادته تعالى بكل ما يبارك الأجر ويضاعف الحسنات والأعمال. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن حاسة البصر تنجي صاحبها من النار حين قال :( ثلاثة أعين لا تمسها النار يوم القيامة،عين بكت ممن خشية الله وعين حرست في سبيل الله وعين فقئت في سبيل الله). إن من تمام الصوم غض البصر عن محارم الله لان ذلك من مقتضى الإيمان كما قال تعالى :( قل للمومنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ) النور الآية 30 . وقال صلى الله عليه وسلم في إحدى وصاياه لعلي رضي الله عنه: ( يا علي لا تتبع النظرة النظرة فان لك الأولى وليست لك الآخرة.)وذلك لان النظر بريد الفاحشة ورائد الفجور إلى القلب.وغضه نور للقلب وتزكية للروح، لذلك قال تعالى(: ذلك أزكى لكم ) والنظرة المحرمة سهم من سهام إبليس يتأدى بها القلب ويعلوه بها الران والظلام حتى لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. اخي الصائم لا تكن من صوام البطون ومفطري القلوب في رمضان تصوم بطنك عن الحلال من الطعام والشراب وتصول وتجول عيناك في الحرام .قال جابر رضي الله عنه:(اذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم... ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء). فاللهم اجعل في أبصارنا نورا وفي أسماعنا نورا وفي صدورنا نورا واجعل لنا يوم القيامة نورا ) والحمد لله رب العالمين.