" الأمة التي تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها " (راشد رستم) عشق البحث في صفحات الأجداد التي كُتب لها أن تُطوى دون قراءة أو اطلاع وأن تُركن في رفوف النسيان و الضياع جعلني أخطّ في هذا المقام إحدى الملاحم الخالدة التي صنع أحداثًها رجالٌ هِمام دون أن تلقى نصيبا من الاهتمام بالرغم من كونها زعزعت القطر السوسي و الوطني وجعلت المحتل منذئذ في تأهب ويقظة طيلة العقود التي قضاها في النهب واستنزاف خيرات البلاد واستعباد العباد وتخميس الناس و تقييدهم بالأصفاد. توقفت كثيرا حول كيفية تناول هذا الموضوع الذي سبق لي في السنة الماضية أن خضت فيه بمقالة تحت عنوان : " ذكرى معركة أيت باها 20 مارس 1936: حتى لا ننسى " (انظرhttp://www.chtoukapress.com/online/details-5603.html :) قبل أن أحرر اناملي لتعكس أفكاري التي صغتها بناء على قراءتي المتأنية للرواية الشفوية من مصادر عدة ومقارنتها لما هو مدون ومتوفر من الكتابات المتسمة بالقلة و النذرة. تتوخى هذه المقالة كهدف أسمى التعريف بمعركة أيت باها 20 مارس 1930 وإبراز أسبابها ومجرياتها ونتائجها وإلى نفض الغبار عنها وإنصاف شهدائها و الاعتراف بهم على المستوى الوطني و المحلي ، لنستفهم بعد ذلك عن تبعات استبعادها و تجاهلها في احتفالات أمجاد الوطن من جهة وعن التأويلات التضليلية التي أعطيت لهذا العمل الوطني الذي يعتبر وسام فخر واعتزاز لكل إيبودرارن من جهة أخرى. تناولت الرواية الشفوية هذه المعركة بأوجه مختلفة كل من موقعه و وفق نظرته وقناعته وعلاقته بالأحداث ليبقى المضمون و التقاطع في أغلب تفاصيلها السمة الاساسية و المشتركة بين هؤلاء المستجوبين ، لذلك فمعركة أيت باها تبقى من المعارك الوطنية التي تناقلتها الألسن و الشفاه و لم تلق نصيبها من التدوين و الكتابة بعد ان كُتبت بدماء المقاومين الذين لاقوا الكثير في سبيل وطنهم و أبنائهم و ممتلكاتهم. فباستثناء ما أورده المختار السوسي في مجلده "المعسول: الجزء السابع عشر" و ما تناوله الاستاذ عمر أفا في "معلمة المغرب" وما دوّنه المقاوم الحاج بلال أونجار أمزال سنة 1950 في مخطوط من خمس صفحات معتمدا في ذلك على رواة شاركوا وشاهدوا مجريات الأحداث أولا بأول، تبقى الرواية الشفوية و الشعر أهم مصدر للتقصي عن هذه الملحمة التي أُهمِلت وتناستها الأجيال لكنها تغلغلت في صدور عائلات المقاومين و أحبائهم و ذويهم و أبناء المنطقة الذين يعتزون بسرد تفاصيلها بنوع من البطولية و الشهامة و الافتخار بأجدادهم الذين قادوا مجرياتها ودفعوا ضريبة وطنيتهم و حب بلدهم واستقلاله. الأسباب: أسباب معركة أيت باها لا تختلف كثيرا عن الاسباب التي عرفتها مجموعة من المعارك الوطنية الخالدة التي شهدتها مجموعة من مناطق المغرب إثر تعرضها للاحتلال الفرنسي ابتداء من سنة 1912 . الاسباب الرئيسية في وقوع تلك المعارك تتجلى في الرفض المطلق للأجنبي والاحتلال ، لكن معركة أيت باها تختلف عن مثيلاتها من حيث: • أنها معركة وقعت في زمن ظنت فيه القوات الاستعمارية انها أحكمت السيطرة على مجموع قبائل المغرب و خصوصا بعد سقوط آخر جيوب المقاومة المسلحة بالأطلس الصغير (قبائل أيت عبدالله سنة 1934 ). • أنها وقعت بعد ثمان سنوات من تواجد القوات الاستعمارية بالمنطقة دون تسجيل أي احتكاك عسكري في بدايات "اخضاع" المنطقة و هو ما جعلها تعتقد أنها غير قابلة للتعرض لأي هجوم محتمل بعد أن جرّدت الساكنة من الاسلحة التي كانوا يتوفرون عليها. • .أن المقاومين قاموا بهذه المعركة بدون اسلحة تذكر اللهم بعض البنادق القديمة و العصي و الأسلحة البيضاء، لأن خطتهم ترتكز أساسا على الاستيلاء على مخزون السلاح المتواجد ب"البيرو" – هكذا نسميه - و استعماله فور نجاح الخطة. أما الاسباب المباشرة التي ساهمت في وقوع المعركة تتجلى في الأساس في بعدين أساسين : • البعد الأول بعدٌ ديني-علمي وقد لعبت فيه زواية سيدي محمد أوبوبكر بدّوزمّور بأيت ويڭمان دورا هاما من حيث زرع الحماس في نفوس الساكنة وحثهم على الجهاد ضد المحتل الكافر و قد وجدت هذه الدعوة آذانا صاغية نتيجة أعمال السخرة و تصرفات القوات الاستعمارية المتسلّطة والدنيئة تجاههم، وهو ما جعل العديد منهم يملأ قلبه حقدا على النصارى، ومن جانب آخر وجدت دعوات الفقيه الحسن بن الطيب البوشواري في ضرورة محاربة الاستعمار صدى ونجاحا لدى العديد من ساكنة المنطقة لكون هذا الفقيه استطاع ان يستقطب عددا من معارضي الاستعمار لأنهم يسمعون منه ما يحبون، بالإضافة إلى تمتعه بسمعة طيبة و حسن سيرة عند العامة و الخاصة لما يكنه الناس لأهل العلم من ثقة و احترام ولانتمائه إلى أسرة البوشواريين الذائعة الصيت في قبائل أيت باها الجبلية نظرا لمكانتها العلمية و الاجتماعية و الدينية. • البعد الثاني بعدٌ سوسيوسياسي وقد لعب فيه الشيوخ و الأعيان الذين جرّدتهم القوات الاستعمارية من سلطاتهم ومهامهم دورا فعالا من خلال مجموعة من المبادرات تتجسد أساسا في مبادرة الشيخ براهيم ن سي حماد أمزال الذي راسل رؤساء القبائل محدثا إياهم في ضرورة العمل على الاتحاد و الاتفاق لمجابهة العدو، فضرب لهم موعدا لا يخلفه أحدٌ منهم. فاستجابوا لدعوته و كان اللقاء عند الفقيه البوشواري الحسن، الذي زكى مبادرة الشيخ براهيم و حث الحاضرين (الحوس أوعمر وابراهيم بن سي حماد أمزال و الحاج عبدالله الولياضي وعثمان الصوابي وآخرين) على ضرورة محاربة المحتل و الدفاع عن الوطن و الممتلكات و الأبناء. بالإضافة إلى هذين البعدين هناك الانخراط الايجابي لساكنة المنطقة في هذه الدعوة و تلبيتها مع العمل على اشاعتها بين الناس ليكونوا على بينة وعلم. وبذلك وصل الخبر إلى مركز تنالت حيث استدعي الفقيه المذكور للاستجواب إلا أنه تم إطلاق سراحه على اعتبار انه مجرد مختل لا خطر منه. وصمتت السلطات الفرنسية عن كل ما يصلها عنه. و بذلك استفاد الفقيه من الوضع واخذ في تحفيز الناس و استقطاب أعيان القبائل التي أعياها الضغط و الحزن لما آلت إليه البلاد من تسلط و استعباد. المجريات و النتائج: ابتدأت هذه المعركة من زاوية سيدي محمد اوبوبكر بدّوزمّور بأيت واغزن، حيث لبّ الناسُ النداءَ فحضروا يوم الجمعة 25 ذي الحجة 1354 الموافق ل20 مارس 1936 وكانوا قرابة مائة شخص أو يزيدون، فخرج الفقيه إليهم و خطب فيهم خطبة وجلت لها القلوب و دمعت لها العيون، ثم اخبرهم أن يلتحق به من كان يرغب في الجهاد و الأجر الموفور ، وبما ان الناس كانوا للاستعمار و للاحتلال رافضون فقد استجابوا لندائه وأقبلوا وهم بالإرادة و العزيمة متسلحون، و بعد صلاة الجمعة ذهب الناس إلى مكان يسمى تامڭّرضت ن سيدي عبلّا أوسليمان بأيت والياض على بعد 3 كيلومترات من مركز أيت باها و التحقت بهم جموع أخرى من مختلف القبائل فأصبحوا قرابة 500 مجاهد، ووصف شاعر هذا اللقاء بهذه الابيات: [……] A ddun mddn ar ttazzaln ad ilkm wawal Nmaqqarn nn s kigan 500 n lxlq A kullu lmujahidin yan ṭṭrf n yan illa nit lmal iggutn immus lyaqin Lxuf ur tn sul ihul kullutn ḥyyiln وفي هذا اللقاء تم توزيع المهام على القبائل المشاركة وتم شرح من كل الجوانب الخطّة و التي ترتكز على مهاجمة المبنى الاداري و الشبه العسكري للقوات الاستعمارية من أبوابه الثلاثة و الاستيلاء على مخزن السلاح و استعماله فور الوصول إليه بنجاح. وعند الغروب انطلق المقاومون في اتجاه المبنى المعلوم على شكل ثلاث مجموعات : قبائل أيت والياض في اتجاه الباب الغربي ، قبائل أيت مزال وإداوكثير في اتجاه الباب الشرقي، أما الباب الجوفي فكان تحت رحمة قبائل أيت فلاس، وهو ما وضحته الابيات التالية : nkrn lmujahidin kullu tn ssutln i lbiban n lbiru gin nn cala s lyaqin Ayt walyaḍ lbab n lqblt aγ nn llan Ayt fllas lbab n ufasi aγ nn llan ilmma lbab n tagut willi t inn ikkan Idawktir d ayt mẓal ad t nn iwalan ilmma kcmn ar agwns immass lyaqin Lbab n ssnaḥ as uzzln ran ad t inn ṛẓin imil amγar ujadn fllasn ḥyyln Irruksa tn lkddab ar tn isrwat iṭlq i lbaṛud iggutn ilin inaγan الشاعر في هذه الابيات لم يذكر كل القبائل بأسمائها في مقابل ذلك أورد الدور الذي لعبه أحد شيوخ الاستعمار الذي اتجه الى مخدع السلاح وبدأ يطلق الرصاص في اتجاه المقاومين المكلفين بالاستيلاء عليه في حين تمكن الاخرون من كسر كل الأبواب داخل المركز وهجموا على دار المراقب المدني فكسروا عظامه ، إلا أن تدخل شيخ الاستعمار شكل خيانة غادرة لأن المقاومين في أول الأمر ظنوا أنه إلى جانبهم وفي صفهم لكن سرعان ما بدأ يطلق عليهم الرصاص و بذلك أعطى الوقت لغيره من الأعوان و الجند ليتهيئوا ، فلما تسلحوا كثر الرصاص و سقط الكثير من هؤلاء العزل وصل عددهم إلى 15 فردا في تلك الأثناء. وسبّب ذلك ارتباكا في صفوف إمْحْرّْكْنْ مما جعل العديد منهم يتراجع لأن المرتكز الاساسي للخطة المتبعة كان الاستيلاء على السلاح و استعماله. لم يأتي ليل ذلك اليوم على الانجلاء حتى ملأت التعزيزات العسكرية الارجاء قادمة من أكادير و تيزنيت وبدأت في تمشيط القبائل و البلدات بحثا عن المجاهدين وذويهم. وفي ما يلي مقطع من قصيدة اخرى لأحد المشاركين تصف ما وقع في أسلوب شعري متميز: Ur nn gis fln argaz iwin d akkw mddn Aylliγ d iεammr imi lbiru s talilt Ullah abla sslk ad gis iḥṣrn mddn γ iggi lbiru zund ukan tiγiṭṭn A yimγarn kra mmi d ur nswa f ixf Wanna ka mlan i ygumiyn awin t النتائج الفاجعة التي تمخضت عن هذا الفعل الوطني الذي قامت به مجموع قبائل أيت باها ضد الاستعمار الفرنسي لا تزال آثارها تخيم بظلالها على الساحة الاجتماعية و السياسية للمنطقة ، فقد كانت النتائج التي تعرض لها المقاومون بليغة (الارقام مأخوذة من المخطوط المشار إليه أعلاه ومن تسجيلات صوتية نتوفر عليها) : • استشهد أزيد من 170 مقاوما: أغلب هؤلاء تم رميهم بالرصاص الحي أو دمرت بيوتهم بالدياناميت وهم بداخلها. • حكم على أزيد من 450 مجاهدا: وقد قسمتهم سلطات الاحتلال إلى خمس فرق: الفرقة الأولى تتكون من 50 فردا أطلق سراحهم. الفرقة الثانية تتكون من 200 فرد حكم عليهم بسنتين سجنا وأرسلوا إلى إداوتنان لشق الطرقات في الجبال. الفرقة الثالثة تضم 72 فردا وأُرسلوا إلى سجن عين علي مومن نواحي سطات حيث حكم على 61 منهم بخمسة عشر سنة ، اثنان منهم بعشرين سنة، في حين حكم على تسعة منهم بعشر سنين سجنا. الفرقة الرابعة تتكون من 170 مقاوما حيث حكم على 25 منهم بعشر سنين ، وخمس سنوات سجنا لفائدة 145 منهم، العديد منهم أرسل إلى سجن العادر بأزمور و سجن عين علي مومن بسطات. الفرقة الخامسة تم دفنهم أحياء قرب مكان وقوع المعركة، ولازال موقع دفنهم معروفا باسم مقبرة الشهداء، لكن لم يعد لها اليوم وجود؟ • تم تخريب أزيد من 30 بيتا تعود لقيادات المقاومة بالمنطقة وتعذر إحصاء البيوت التي نهبت و سرقت و أفرغت من الخيرات و البهائم و الانعام نظرا لكثرة أعدادها وانتشارها على مجموع القبائل المشاركة في الثورة ، • تشريد أبناء المقاومين و نسائهم في الطرقات ومُنع الناس من تقديم يد العون لهم لمدة حولين كاملين ومنعت الساكنة من زيارة الزوايا والأضرحة .... • أما قيادات المقاومة فأحكموا بالإعدام، وقصفت دورهم بالأنفاض و الديناميت، وسلبت اموالهم ونهبت خيراتهم.... خاتمة: مات جل المشاركين في معركة أيت باها 20 مارس 1936 دون حصولهم على بطاقة المقاوم و خلفوا أرامل و أبناء في مواجهة الفقر و التهميش و عرضة لعاديات الزمن التي لا ترحم من لا سند له. فجل المشاركين انقلب حالهم من رجال ميسورين، مالكين للأنعم و الخيرات ، إلى فقراء صدرت منهم الأملاك ومنعت إليهم الزيارات ومد أيادي العون والمواساة. وقد تطلب منهم تصريف سنون عديدة من حياتهم في سجن العادر بأزمور و سجن عين علي مومن بسطات و تانكارفا بإداوتنان للعودة إلى ديارهم – لم يعد منهم إلا القليل - التي لم يترك فيها المستعمر ومعاوينه و لو حبة قمح، ليبدؤوا من جديد كما ولدتهم أمهاتهم أول مرة. ولوصف حالات اعتقال هؤلاء سأقتبس فقرة من مداخلة الاستاذ محمد الزلماضي التي شارك بها في إطار اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية تيللي ن أدرار بتنسيق مع المجلس البلدي لأيت باها في 20 مارس 2011 حول نفس المعركة، يقول: " خلال اتصالي ببعض من شاهدوا الأبطال الذين قاموا بانتفاضة أيت باها ضد الاحتلال الفرنسي سنة 1936، وحضروا زمن الإفراج عنهم بعد أن قضوا فترة زمنية في معتقلات تانكارفا والعاذر وعين مومن، وقد نقلت عنهم ما كانوا يعانونه في معتقلات الاحتلال، وما مورس عليهم من أنواع التعذيب والإذلال والاحتقار اللاإنساني، حيث قيدوا أرجلهم بقيد حديدي سميك وثقيل محلي الصنع يسمى {الكبل} وكان يعيق حركاتهم، مما عجل بهلاك أغلبهم، بعدما يغوص القيد الحاد في أقدامهم حتى يصل إلى عظام أرجلهم، فتكون بذلك نهاية حياتهم، ويدفن قيدهم مع جثتهم، دون كرامة لإنسانيتهم. أما الأحياء منهم فينقلون من سجن إلى سجن، ابتداء من معتقل تانكارفا قرب ايموزار ايداوتنان، إلى سجن آخر في العاذر قرب مدينة أزمور، وبعد استشهاد عدد كبير من المعتقلين جراء التعذيب والأعمال الشاقة، دفنوا في قبور جماعية بالسجن الفلاحي هناك، ثم نقلوا البقية الباقية منهم إلى سجن عين مومن قرب مدينة سطات، حيث أمضوا هناك بقية حبسهم." في الختام نورد تساؤلات لعلها – وهذا مبتغانا- ستساهم في تخريم جليد الآذان الصماء التي تنكرت لصنيع هؤلاء وللمنطقة: - ألم يحن الوقت بعد لإنصاف هؤلاء الشهداء وأخذ بيد أراملهم و ذويهم؟ - ما موقع المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير من هذه المعركة ولماذا هذا التجاهل الممارس في حقها وفي حق أبناء المنطقة؟ - ألا توجد شخصيات وطنية من طينة هؤلاء تستحق أن تحمل المدارس و المؤسسات العمومية والشوارع أسماءَها بدل أسماء المعري و الهمداني و الفرابي وابن تيمية...؟ - لماذا التطاول على الذاكرة التاريخية للمنطقة من خلال هدم ما بناه اجدادنا تحت السياط و الجوع والشاهد على تلك الأحداث من أجل إقامة بنايات إسمنية مكانها لا تسمن و لا تغني من جوع في زمن الرأسمال الرمزي ؟ - ...... ملاحظة: هذه المقالة أتمنى ان تكون جسر تواصل بيني و بين أسر الشهداء الذين هاجروا المنطقة إلى المدن الكبرى كالدار البيضاء و الرباط و مكناس....، بغية تحقيق هدف تدوين هذه المعركة على شكل كتاب يشمل جميع التفاصيل و الاسماء المشاركة بكل موضوعية وتجرد من الذات خدمة للمنطقة ولأهلها. [email protected]