تبعد ثانوية سيدي بوسحاب الاعدادية عن مركز عمالة اشتوكة ايت بها بحوالي 22 كيلومترا وعن مقر الجماعة القروية بحوالي 200 متر . رغم بنية هذه المؤسسة و مرافقها إلا ان الجميع يتسائل عن جدوى تشييدها في هذا المكان بالضبط ،فلا هي قريبة من سكن التلاميذ فكفتهم صعوبة التنقل، و لا هي تتوفر على قسم داخلي يمكنهم اللجوء اليه، ثم ان غياب وسائل النقل مع عدم وجود سكن قريب يجعل هيئة التدريس تعاني أكثر . فتلاميذ هذه المؤسسة يعيشون ظروفا قاسية للغاية ، حيث يغادر جل التلاميذ منازلهم على الساعة الخامسة و النصف صباحا على أمل أن يصلوا المؤسسة في الثامنة صباحا ،مما يدفع الاباء أو الامهات الى مرافقة أبنائهم (مستوى الاولى اعدادي فصل الشتاء ) الى الطريق الرئيسية حيث تمر سيارة النقل المدرسي الوحيدة و الادهى من ذلك أن هذا التلميذ الذي غادر بيته مع أذان الفجر لن يعود اليه إلا مع اذان العشاء، طبعا لان النقل المدرسي لا يقوم إلا برحلتين في اليوم فيظل التلميذ يومه بين الاعدادية و التسكع داخل غابة الاركان المحيطة بالمؤسسة هذا في ظل انعدام مكان يحميه و لنا أن نتخيل ما يمكن أن تتعرض له التلميذات و التلاميذ من مخاطر و مدى انعكاس هذا الوضع على المستوى التعليمي . أنت كمدرس لا يمكنك أن تطالب التلميذ بإعداد التمارين أو الدروس في بيته لأنه يصل البيت منهكا فيأكل ثم ينام - كما قال أحد الاباء – رغم وجود مطعم مدرسي إلا أن عدد التلاميذ المستفيدين منه محدود جدا ثم ان وجبة الغداء لا تكفي لإطعام حتى طفل رضيع على حد قول أحد التلاميذ . يبدوا أن الوضع صعب جدا ، ورغم المجهودات التي يبدلها بعض المدرسين (مشروع المؤسسة ) إلا أن غياب دور الشركاء الاساسيين للمؤسسة ،كجمعية أباء و أولياء التلاميذ و ممثلي المجلس الجماعي الذين لم يحضروا قط اجتماعات مجالس المؤسسة رغم استدعائهم لها ،مما يدل على عدم ايلاء الأهمية اللازمة للجانب التعليمي بالمنطقة اضافة الى النزاعات الظاهرة بين الأطر الادارية مما انعكس سلبا على هيئة التدريس و بذلك يبقى مصير التلاميذ في هذه المنطقة مجهولا حتى اشعار اخر .