قضت هيأة الغرفة الجنائية الثانية باستئنافية أكادير، الثلاثاء الماضي في حكمها الابتدائي بإدانة امرأة قتلت زوجها بواسطة ساطور، يوم ثاني عيد الفطر 2010 (خديجة آ- د)، والحكم عليها بثلاثين سنة سجنا، من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار والتمثيل بالجثة ونبش القبر، فيما برأت هيأة المحكمة باقي المتهمين، وإحالة ابنتهما القاصر على جناح الأحداث بالبيضاء. كانت عناصر المركز القضائي بتارودانت اعتقلت الزوجة المتهمة(خديجة آ.د) وابنتها(أ مريم) يوم 15 يوليوز الماضي بمنزلهما، مباشرة بعد أن اعترفت تلقاء نفسها بأنها من قامت بقتل زوجها بآلة حادة(ساطور) بمشاركة ابنتها مريم، وكذا(حسن- س) مهنته عشاب، وعم زوجها(محمد أ)، وأنهم دفنوا جثته بإحدى القطع الأرضية المحاذية للدوار، ثم نقلوا رفاته إلى موقع آخر بعيد. وجاء اعتقال الضابطة القضائية للمتهمين الأربعة، إثر إجراء تحريات من قبل الدرك الملكي بأمر من النيابة العامة، وفتحها لبحث في حيثيات وملابسات تغيب الهالك أمغار الحسن منذ سنتين، ومدى صحة إفادة التبليغ بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد التي تقدم بها(الحسين-أ) إثر الاستماع إليه من قبل عناصر الفرقة القضائية بتارودانت في محضر قانوني. وأحالت الضابطة القضائية لسرية الدرك الملكي بتارودانت يوم 18 يوليوز الماضي المتهمين الأربعة على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بأكادير، في حالة اعتقال بناء على تعليمات النيابة العامة، من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والمشاركة وعدم التبليغ عن جناية وانتهاك حرمة الجثة وإخفائها وإهانة الضابطة القضائية بتصريحات كاذبة. ومباشرة بعد اعتراف الزوجة بقتل زوجها ودفن جثته، طلبت الضابطة القضائية من المتهمة مرافقتهم إلى موقع دفن الجثة، وخلال عملية الحفر التي تطوع أحد المواطنين تنفيذها، بحضور الضابطة القضائية للدرك الملكي وفرقة التشخيص القضائي للدرك الملكي بأكادير وعناصر القوات المساعدة، وكذا ممثلي السلطات المحلية، وجدت جزء من رفاة الضحية، تم وضعها في كيس بلاستيكي أحضرته سيارة نقل أموات المسلمين التابعة لعمالة تارودانت. وأخبرت المتهمة أن ما تبقى من العظام ما زال بالموقع الأول لدفن الجثة بالحظيرة المخصصة للماشية في ملك الهالك، إذ تم نبش الموقع من طرف المتطوع نفسه فتم العثور على قطعة الفك السفلي، أرسلتها فرقة التشخيص القضائي للدرك الملكي بأكادير مع عظام الفخذ التي عثر عليها في الحفرة الثانية إلى المختبر التقني للأبحاث والتحاليل التقنية والعلمية للدرك الملكي بالرباط قصد التشخيص، كما أخذت عينة من لعاب ابنة الهالك لتحديد البصمة الجينية للهالك وتحديد نسبه وهويته. وأدلت الزوجة المتهمة عناصر الدرك الملكي على أداة ارتكاب الجريمة، وهي عبارة عن ساطور ذي قبضة خشبية طوله حوالي 70 سنتيما، كانت تحتفظ به المتهمة ملفوفا بكيس بلاستيكي، مخبأ بإتقان داخل مطبخ المنزل، تم حجزه رفقة «زربية» سقط عليها الضحية أثناء تعرضه للنزيف. واعتقلت الزوجة وابنتها القاصر التي وضعت تحت المراقبة القضائية، وكذا المتهمين من قبل الزوجة مشاركتهم في القتل، وهم (محمد أ) و(حسن س)، وتم البحث مع المعتقلين والاستماع إليهم في محاضر قانونية، تقرر إثر ذلك إحالتهم جميعا على النيابة العامة باستئنافية أكادير في حالة اعتقال. وأدلت المتهمة للمحققين بثلاثة سيناريوهات متضاربة لعملية القتل، إذ صرحت أنها قتلت زوجها بمعية عم الزوج وعشاب نزل ضيفا على الهالك، بحضور ابنتها مريم. وتراجعت عن أقوالها مبرئة عم الزوج من التورط، وأبقت على إقحام العشاب في الجريمة.