عاش دوار أيت إيليس بجماعة بونعمان أجواء حفل زفاف بسيط وبهيج يوم الجمعة، وفي يوم الأحد استيقظت المنطقة على وقع جريمة شنعاء راحت ضحيتها خديجة صديقة العروس، من مواليد 1993 بدون مهنة، قتلها بطعنة سكين غادرة ابن دوارها الذي يفيد أنه عاش معها تجربة صداقة مند ثلاث سنوات، وتقدم لخطبتها من أسرتها فرفض الأب تزويجها منه، ووقف حجرة عثرة أمام رغبتهما. يوم العرس تبادل نور الدين مع خديجة التحيات، وفي صباح يوم الأحد خرجا غير بعيد عن البيت، ولاذا إلى ظل شجرة حيث جلسا يتحادثان حول أجواء الحفل وأحاديث أخرى تخصهما، وهما في ذلك الحال رمقهما العشيق محمد فتأججت نار الغيرة في دواخله ثم توجه رأسا نحو الثنائي،و استل سكينا من بين أطرافه، حاول أن يهوي به على نور الدين فراوغ وفر في غير اتجاه. بعد فرار الشاب الذي حضر لزفاف أخته، ظل محمد يرتجف رأسا لرأس مع خديجة التي انبطحت أرضا، وبخها على الوضع الذي وجدها عليها ودن الاستماع إلى رأيها عالجها بضربة سكين على المستوى الأيسر من قفصها الصدري. قاومت الفتاة الضربة فهرولت نحو البيت وهي تصرخ وتنزف ثم سقطت على بعد حوالي مائة متر ، فارقت على إثرها الحياة في نفس المكان متأثرة بطعنة تجاوزت القفص وامتدت إلى القلب. بعد تنفيذ جريمته، قام محمد بإخفاء السلاح الأبيض تحت كومة أحجار بجوار الدوار وتوجه إلى بيته يرتجف، أخبر اسرته بما اقترفت يداه. أخوه الأكبر من جانبه قام بإغلاق غرفة عليه إلى أن قدم الدرك الملكي من سرية تيزنيت لاعتقاله وإحالته يوم أول أمس الثلاثاء على الوكيل العام للملك باستئنافية أكادير. بدا محمد هادئا أمام الدرك الملكي، وهو يسرد قصة حياة، وتجوال انتهت بخطوبة مرفوضة وجريمة قتل بشعة ختم بها كتاب شبابه. ازداد في شتنبر سنة 1983 بدوار أيت إليس، عاش اليتم من جهة الأب مند الصغر، وغادر الدراسة في المستوى السادس أساسي، بعدها بدأ مشواره العملي نادلا بتزنيت وانتهى به عاملا مند سبع سنوات بشركة بعين السبع بالبيضاء، وفي سنة 2010 انتهت علاقته الشغلية بالشركة ليعود أدراجه إلى البلدة، حيث وجد علاقة عاطفية تنتظره، يحكي للمحققين انه تعرف على خديجة وتوطدت علاقته بها، أصبح يهاتفها كل حين، ويقتني لها كل حاجياتها، علاقة توجها بخطوبة رفضت من قبل أب الفتاة، غير أن حبل الحب ظل موصولا مع خديجة وفق ما يروي إلى يوم الأحد الأخير، عندما وجدها تحت شجرة مع نور الدين الغريب عن الدوار متعانقين.