فتيات شابات كلهن حيوية و نشاط ،آثرن العمل الشريف بدل أن تشير إليهن الأصابع ، إنهن عاملات النظافة بالمستشفى الإقليمي المختار السوسي ببيوكرى اللواتي يتخبطن في معاناة يومية و مشاكل لا حصر لها ،بدءا بعدم تحديد ساعات العمل اليومية ،و عدم معرفة من المسؤول عنهن :الشركة المشغلة أم مسؤولو وزارة الصحة بالمستشفى حيث يتلقين معاملة تحط من كرامتهن ،غياب التغطية الصحية ،غياب عقد عمل يضمن حقوق العاملات ،أجرة هزيلة لا تتعدى 550 درهما في الشهر اختار ت الشركة المشغلة أن تقطعها عنهم منذ حوالي ثلالة أشهر دون أي مبرر معقول ،و من أجل انتزاع حقهن المشروع ،نظمت حوالي 19 من العاملات اعتصامات و وقفات احتجاجية أمام المستشفى بتأطير من المركز المغربي لحقوق الإنسان فرع اشتوكة أيت باها رددن خلالها شعارات تطالب بالإسراع بتسوية و ضعيتهن المادية و تحسين ظروف عملهن. اشتوكة ابريس التقت هؤلاء الفتيات امس ،حيث و ما إن تعرفن على هويتنا الصحافية حتى التففن حولنا و بدأن في سرد معاناتهن و مأساتهن و الظروف التي يشتغلن فيها و تأثير عدم أداء "أجرتهن" من طرف المشغل على واقعهم اليومي "550درهم هي أجرتنا و نحن الآن منذ ثلاثة أشهر لم نتقاضى سنتيما ،بالله عليكم ماذا سنفعل بهذا المبلغ الهزيل جدا ،نحن الآن متابعين بالديون الكثيرة ،أما المصاريف اليومية فتلك طامة أخرى " تصرح إحدى المتضررات بصوت غلبه الحسرة و الأسى. الجريدة التقت كذلك مسؤولا عن المركز المغربي لحقوق الإنسان ببيوكرى و أكد أن ما تعيشه الفتيات العاملات في الآونة الأخيرة أمر مرفوض و يتنافى مع مبدأ كرامة المواطن ،و أبرز أن مؤازرتهن لن تتوقف عند حد الوقفات ،بل ستستمر و سيتم تصعيدها إلى حين انتزاع حقهن المشروع ،كما أكد عن إمكانية اللجوء للقضاء بدعم من المركز،و أبلغنا أن أسلوب التعالي و التهرب من المسؤولية بدعوى عدم توصله بالحصة المالية المتعاقد عليها من المندوبية الاقليمية للصحة، أمور لن تزيد النار إلا وقودا ،و قد حدد صاحب الشركة أجل الاثنين المقبل لأداء مستحقات العاملات ،حسب المسؤول الحقوقي. المتضرر كما يؤكد المركز المغربي لحقوق الإنسان هم المرضى الذين تجرى لهم الفحوصات و العمليات الجراحية في مستشفى غير نظيف * المستشفى الذي حصل على شهادة الجودة* و ذلك بعد اضراب المتضررات العاملات. الجهات المسؤولة بوزارة الصحة و السلطات الإقليمية مدعوون للتدخل لإيجاد حل عاجل لعاملات النظافة و التدخل لدى الشركة المعنية للوفاء بالتزاماتها تجاه المشتغلات ،لاسيما في ظل ما يعشنه من قهر و معاناة يومية في غياب أي معيل لهن ،فبدل تحفيزهن على المجهودات التي يبدلنها من أجل نظافة المستشفى و توفير ظروف حسنة لإقامة المرضى ،يتم معاملتهن معاملة لا تليق بمغرب اليوم و تقطع أرزاقهن و الجهات المعنية تتفرج.