تقرر رسميا، تأجيل موسم "للا تعلات"، والذي تحتضنه الجماعة القروية تسكدلت، بجبال أيت بها، إقليم شتوكة أيت بها، خلال الحميس الأول من مارس الفلاحي لكل سنة، بسبب الإحتياط من تفشي أو استقبال وباء كورونا. فبالرغم من استثناء مذكرة، عممتها وزارة الشبيبة والرياضة قبل أيام، المواسم من التأجيل بسبب داء كورونا، إلا أن اجتماعا ضم ممثلين عن الجماعة الترابية تسكدلت، وجمعية رعاية شؤون المدرسة العتيقة للا تعلات، وبعد مشاورات بين الأطراف الحاضرة، واستحضارا للمصلحة العليا، وخاصة الحماية الصحية للزوار، والذين يكون جلهم من حملة القرآن الكريم، فقد تقرر تأجيل الموسم إلى موعد لاحق. تجدر الإشارة إلى أن موسم للا تاعلات، داع صيته في العالم الاسلامي، ويعتبر أكبر ملتقى بالمغرب لحملة القرآن الكريم، حيث تتلا به آياته آناء الليل وأطراف النهار، ويمتد لأسبوع، ويبدأ يوم الاثنين بتوافد المدارس العتيقة من مختلف المناطق المغربية للموسم، حيث يخصص منزل لكل مدرسة عتيقة، ويستمر حتى يوم الجمعة، ويختتم بأداء صلاة الجمعة والدعاء. والأسبوع الموالي، يقام موسم موازي خاص بالنساء، يمتد هو الآخر لأيام الأربعاء والخميس والجمعة، وتنصب الخيام، بجنيات ضريح الولية الصالحة التي ترقد وسط المكان، كما تنشط به الحركة التجارية. وتعتبر الولية الصالحة "تاعلات"، من بنات منطقة سوس المعروفات بالعلم والزهد والتقوى، اسمها الكامل هو فاطمة بنت محمد، من بني علا الهلالية، وأصلها من بني عبلة، فرع من "بني الحسن" قرية تَاسْكْدْلْتْ، إقليم اشتوكة أيت باها. وكانت حاملة للعلوم ما يكفيها أن تتبوأ مقاما عاليا بينهم، ودأب السوسيون على تنظيم موسمها، منذ 185 سنة، ويقام في الخميس الأول من مارس الفلاحي، كما ذكره المختار السوسي في كتابه المعسول. وذكرت بعض المصادر، أن السوسيين دأبوا على تنظيم موسم للا تاعلات، منذ وفاتها ب 45 سنة، أي في سنة 1207 هجرية، ولم يعرف هذا التوقيت أي تأجيل، إلا خلال سنة 2020، حيث فضلت اللجنة الملكفة بتدبيره، تأجيله حماية لصحة الزوار.